• طَردٌ علىٰ طَريقَتي •

1.6K 113 18
                                    


{ الفَصّل الرَابِع }

كوني أستمع لحديثهم الآن مثل الخرقاء فهذا يجعلني أغضب ، فقط مالذي يمكنني فهمه من طلاسم كهذه .. يقول بأنني في خطر وكأن هذا شيء طبيعي و يحدث لي كل يوم .

مالذي يخبئه ذلك الآدم من أسرار ؟ مالذي يقبع بداخله ويجعله قاسي القلب وسريع الغضب ؟ وكأنه ثور قد أُطلق سراحه ليهجم علىٰ البقعة الحمراء .

كنت أنتظر رد الآدم بفارغ الصبر لكن بالطبع حظي الجميل بدأ يستيقظ مع إنارة هاتفي بإسم أمي ! ، لا أعلم إلىٰ متىٰ سأستطيع إخفاء أمر سفري .. لكنني أعلم بأن الوضع لن يكون سهلاً أبداً .

" مرحباً أمي كيف حالك ؟ " تحدثت بكل براءة محاولة إخفاء توتري لأستمع إلىٰ صوتها الهادئ " متىٰ ستعودين اليوم من عند زهرة ؟ " .

و .. هذا سؤال أصعب من سؤال في الرياضيات ، ماذا عليّ أن أقول الآن ؟ ثم لماذا أجبت عليها من الأساس .. اه ياعقلي الغبي اه .

" في الحقيقة .. أنا .. أنا لن أستطيع العودة هذا الأسبوع " أجبت علىٰ سؤالها بينما أغمض عيني منتظرة صراخها في الهاتف ، ولم تأخذ وقتً طولاً قبل أن تنفجر قائلةً " هل تعلمين ماذا سيفعل بي والدك إذا علم بهذا الأمر ؟ ، حسناً أنتِ تبقين عند صديقتكِ بسبب مرضها لكن هذا كثير .. إذا لم تعودي في غضون يومين لن يمضي هذا الأمر بسلام ! " .

كيف لي أن أخبرها بأمر كهذا بهذه الطريقة ، لكن انا كتلة من الغباء لماذا أتعجب من نفسي .

وهي لم تطل كثيراً بل أغلقت الهاتف في وجهي وهذا دليلُ علىٰ أن أبي قد تشاجر معها بسببي ، دائماً ما أقع أنا ضحية لهما في الشجار .. لا يجد أبي شيئاً يتشاجر عليه سواي أعتقد .

نظرت إلىٰ الهاتف بعبوس قبل أن أتذمر ضاربة قدمي بالأرض " لماذا لا أختفي وحسب ! سأستريح كثيراً من فِلم توم جيري الذي أعيش فيه " .

وبعد ثانية سرت قشعريرة في أعضاء جسدي عندما لمحت عينين تنظران إليّ .. أو تأكلاني لأكون ضقيقة ، لم أفعل شيئاً سوىٰ التحديق وحسب لذلك الريكورد الذي كان يتفحصني من رأسي حتىٰ أخمص قدمي .

شعرت بالضيق لأتساءل بعبوس " مـاذا ؟ هل تراني مهرجة تقف أمامك يارجل " إستفاق من غيبوبته علىٰ ما أعتقد ليحرك رأسه للجانبين قائلاً " لا أراكِ مهرجة .. بل غبية فقط " .

فتحت فمي علىٰ آخره ويبدو بأنه لن يكون هناك توافقٌ بيني وبينه علىٰ الإطلاق ، وعندما كدت أن أعترض علىٰ حديثه الفظ ذاك تفاجئت بيده مرفوعة أمامي تحمل أداة التنصت التي خبئتُها في المطبخ .. وحينها فقط علمت بأن وصفه لي بالغبية ليس خطأً .

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERWhere stories live. Discover now