• دَّاخِلُ المَعرَكة •

937 94 15
                                    


{ الفَصّلُ الثَّالِث عَشَر }

لدي حياة مفعمة بالحيوية والنشاط حتىٰ لا تشعرني بالملل أبداً من السير قُدماً في هذه الدنيا ، و لكن الأمر يتطور معي ليبلغ حد الجنون ، فبدل أن أنعم بالراحة ولو ليوم واحد .. أجد نفسي غارقة في أفعالي الحمقاء التي تنتهي بمأساة دائماً .

بداية بقراري السفر بدون علم والداي مع أنني أعلم جيداً عواقب ذلك ، إلا أنني لم أعتقد أن الوضع سينقلب مئة و ثمانون درجة هكذا .

من ثم .. بقبولي السفر مع شخص وسيم بارد سيء الطباع ، و ڤوالا .. أجد نفسي قد تم حبسي داخل فقاعة آدم سيئة الحظ فلقد بقيت معه في مكان واحد في الفندق ، صحيح بأنه لم يكن سيئاً كثيراً إلا أن الأسوأ جاء بعد تعاملي مع ذلك الديك فارس الذي أقسم بأن نهايته ستكون بين يدي قريباً .

لينتهي بي المطاف بعدها في مقر الإستخبارات ، أهرب من الشرطة ! حقاً لماذا حياتي فلم سينمائي هكذا ؟ فلتخبروهم بتحريك مؤخرتهم قليلاً لكي يغلقواْ ذلك الفلم الذي سيقضي علىٰ بقية شبابي .

و لكن بالطبع الأمر لم ينتهي هنا ، فها أنا أعاني بسبب فضولي وثقتي الزائدة التي تفتح لي باب الجحيم مُرحبة بي بسعادة ، بينما هناك جسد ضخم يكاد يخنقني من شدة التمسك بي و قد أسفر عن تصرفاته إنكسار أظافري التي لطالما جعلت مني فتاة طبيعية ، كيف سيعرفون الآن بأنني فتاة بينما أنا أشك شخصياً في ذلك ؟!

تنفست الصعداء محاولة السيطرة علىٰ الرجل الذي يُمسكني ، لديه يدين قويتين تشبهين أيدي الغوريلات ، وحقاً من هو الأحمق الذي لديه الجرأة علىٰ لمسي بهذه الطريقة !

" احم ، إذا سمحت سيد بازلاء أكاد أختنق " تحدثت بصوت يُشبه صوتي عندما أتحدث أسفل الماء ، إنه يكتم فمي بيديه القذرين .. ألا ينظف يديه بعد كل وجبة أم أنه أكل حوت ما ؟

لكن يبدو بأنه لم يستمع إلىٰ أي شيء بينما يجرني معه حيث الباب الذي كنت أريد الدخول عبره ، جيد .. علىٰ الأقل سأبحث عن آدم بطريقة غير تقليدية ، فأنا لا ينفع معي أي شيء تقليدي بتاتاً .

" إنتظري ليراك القائد ، سيضحك كثيراً .. فلقد بعثواْ بفتاة بحجم صغير لكي تنقذ آدم بشحمه ولحمه ، ياللسخرية ! " هذا الرجل يريد إغضابي كثيراً ، و لـكن إنه علىٰ حق .. لن أستطيع إنكار ذلك .

قررت عدم محاولة الإفلات من بين يديه علَّه يوصلني إلىٰ حيث أخذواْ آدم ، ولكن هذا لا ينطبق علىٰ أنني سأبقىٰ أشم رائحة يده القذرة تلك .. لذا و بكل بساطة و جدت نفسي أعض يده قبل أن أجده يتألم مع أن هذا لم يؤثر في شدة مسكه لي .

و في الحقيقة ، لقد تم سبِّي و شتمي بجميع الألقاب في العالم حتىٰ تخطينا الباب الحديدي لندلف إلىٰ غرفة واسعة أخرىٰ لديها باب خارجي ، لم تتأثر كثيراً بالقنبلة التي إنفجرت هنا ، لكنها مظلمة أيضاً مما جعل الرؤيا ضعيفة قليلاً حتىٰ إستطعت التغلب علىٰ الظلام .

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن