• قَـرارٌ مَصِيريّ | البِدّاية •

5.1K 165 39
                                    

{ الـبِـدَّايَـة }

في يومٍ ما ذكروني بأن أقتل ذلك المغفل الأحمق الذي تركني هنا عندما كنا صغاراً ! ، كيف له أن يترك فتاة صغيرة في عُمر الثالثة عشر تصارع الفتيان لأنهم ينادونها ب ذات الحظ السيئ لمجرد أن لون شعرها أحمر داكن يكاد يكون قريباً من لون الدماء ؟!

كنت أبكِ كثيراً كلما سخر مني الجميع بسبب ذلك اللون الغبي ، لكن .. ومع أنه كان يكبرني بثلاث سنين ويظن بأنني مجرد طفلة باكية .. كان يواسيني ويحاول تشجيعي لأكون أقوى وأن لا أتأثر بكلمات من أولئك المغفلين .

حتى جاء ذلك اليوم الذي ولسبب غريب لم يأتي إلى المدرسة مثل كل يوم ، لذا إستغل أولئك المغفلين عدم وجوده وأخذو يرمون علي الصخور وينعتوني بالطفلة الباكية .

لم أكن قوية حينها ولم أكن أستطيع الدفاع عن نفسي لذا بكيت كثيراً وقررت الذهاب إلى منزله لكي أوبخه عن عدم قدومه ذلك اليوم .. وعندما وجدته يقف بكل برود أمام باب منزله منتظراً شيئاً ما ذهبت إليه بغضب عارم لكنني مالبثت إلا وإنفجرت بالبكاء مع قولي " لقد تركتهم يسخرون مـنـي ، لماذا لم تأتي الـيوم ؟! " .

لم يكن أحداً يتحمل صوت بكائي لأنه كان يخرج مع صراخ يكاد يكون قريباً من صوت صراخ الحمار إلا أنه الوحيد الذي كان يتحمل ذلك بل وكان يضحك على شكلي بينما أبكِ .

" حسناً حسناً لا تبكِ أرجوكِ لدي أذنين فقط وأنا لا أنوي الإستغناء عنهما الآن " قال و نبرة صوته تدل على أنه على إستعداد لكي يضحك من هنا إلى نهاية العالم ، لذا نظرت إليه بعبوس بينما أصرخ ثانيةً في وجهه " أنت غبي مغفل ، أنا أكـرهك " .

"أووه إذن أنتِ غاضبة جداً الآن وأنا سأذهب وإلا سأجد الحذاء يعانقني .. " قال بمزاح ليتصنع السير إلا أنني أوقفته بإمساكِ لسترته بقوة " إنتظر .. حسناً لن أغضب لكن أرجوك قل لي ماذا كنت تفعل ؟ فانا لا أعتقد بأنك مريض لعدم ذهابك إلى المدرسة اليوم ! "

توقف ويبدو بأنه شعر بالإرتباك الممزوج بالحزن فجأة عندما عرضت عليه هذا السؤال ، فنظرت إليه بترقب لما سيقوله بعدما طال صمته وكأنه ينتقي الكلمات التي سيقولها " سأخبركِ سيري لكن عديني بأنك لن تبكي مجدداً من أجلي " .

ناداني بطريقته و شعرت بأن هناك شيئ سيئ سيحدث لذا بقيت وقت طويلاً حتى حركت رأسي بالموافقة قبل أن أقول " أعدك ! " ، رأيته يخلل يده في شعره المموج ذو اللون البني قبل أن يرفع عينيه إلي بكل جدية ويقع قلبي بعد كلماته الصادمة " سأسافر أنا ووالدي وأخي الآن ، ولا أعلم متى سنعود .. فنحن قد قررنا السفر إلىٰ أسبانيا بسبب عمل أبي ، إنه حلمي أتتذكرين ؟ لم أكن أعتقد يوماً بأنه سيتحقق " .

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن