• لِقَاءٌ قَاسِي •

1.3K 99 39
                                    


{ الفَصّلُ الوَاحِد وَ العِشرُون }

هربت الفتاتان و مع هروبهما تقهقر آدم قليلاً و كأنني أشعر بتردده يغالبه ، ألقيت عليه نظرة قبل أن أجده يُكمل سيره لأفعل المثل و أسير بجانبه بينما الشعور الذي يغالبني الآن يجعلني مترددة قليلاً في الذهاب .

لا أعلم ما عاشه آدم بعد فقدانه زوجته ، و ما عاشته الفتاتان بعد معرفتهما الحقيقة .. أو أنهما لا يعلمان ؟! لا أعرف فقط أشعر أن آدم يضغط علىٰ نفسه كلما اقتربنا أكثر من المنزل ، و كأن قدماه تسيران بصعوبة .

عند فقدان أحد عزيز عليك تشعر و كأنك تفقد روحك ، كما و تفقد مشاعرك الجميلة ، مرحك .. حماسك و إصرارك علىٰ متابعة الحياة ، في بعض الأحيان قد تنتهي الحياة بالنسبة إليك .. فمن قد ذهب هو من كان يزين حياتك و يجعلك صامداً و بقوة .

و في بعض الأحيان ، قد تعامل الجميع علىٰ أنهم موتىٰ ، فقط تشعر أنك لن تستطيع المناهدة و النقاش و اتخاذ قرارات و الاهتمام بمسؤليات .. لأنك في نظرك ميت ! و الميت لا تربطه أي شيء له علاقة بالحياة ولا يرتبط بالحياة ذاتها ..

لكنك تعود و تذكر نفسك أنك تتنفس و هذا الرابط الوحيد بينك و بين الحياة ، حينها تستيقظ و قد تقرر أن تعود لما تركته و للناس الذين اعتبرتهم من قبل موتىٰ ، أو قد تقرر أن تلقي نفسك من فوق أحد المباني و تريح عقلك و قلبك من الارتباط بما هو مزيف في هذا الكون ..

حينها فقط ، تكون قد أخطأت و تأتي نفسك و تؤنبك " لماذا قتلتنِ ؟ " و تنعتك بالجبان فهذا عمل الجبناء فقط ، لماذا ؟ لأن الجبناء هم من يهربون من واقعهم .. لا يريدون عيشه لذا يتخذون أسهل سبيل للنجاة من واقعهم بالموت ، حينها يفقدون فرصة أن يصبحواْ أقوياء و يبقون إلىٰ مدىٰ الحياة .. ضعفاء !

تنهدت عندما رأيت آدم يقترب من باب المنزل الذي دلفت منه شيري ، لحقت بهما لأدخل أنا أيضاً حينما سمعت نداء شيري لوالدها " أبــي تعال بسرعة هناك مفاجئة " لم أرىٰ الطفلتين لكنني رأيت والد شيري  يأتي بينما يجفف يديه بالمنشفة " ماذا هناك شي .. " لكنه ما إن رأىٰ آدم حتىٰ وقعت المنشفة من بين يديه و تصنم في مكانه و كأنه رأىٰ شبحاً .

كانت عينيه تبحلقان في آدم فقط الذي كان يُبعد عينيه علىٰ الفور و كأنه بداخله يعرف جيداً أنه قد أخطأ لكن من ماذا ؟ لا أعلم و هذا مايجب عليّ أن أعرفه ففضولي لن ينتهي بتاتاً .

" بُني ! لا أصدق " هتف بها والده قبل أن تجتمع مشاعر الأُلفة و المحبة الشديدة في وجهه ليتقدم سريعاً و يعانق آدم عناقاً شديداً بينما لا يقول سوىٰ كلمة واحدة " الحمدلله ، الحمدلله " .

شاهدت شيري و هي تُزيل دمعة سقطت من عينيها و مالبث أن تجمعت الدموع مجدداً و لم تستطع السيطرة عليها ، بينما كدت أبكِ معها من المشاعر الجياشة التي رأيتها أمامي .

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERWhere stories live. Discover now