• مَلِكَةُ سُوء الحَظ •

662 61 34
                                    

{ الفَصلُ السَّابِع وَ العِشّرون }

•| مِن وِجهَةِ نَظر سِيرِين |•

حينما كنت طفلة صغيرة .. ظننت أن حياة الكبار أجمل و أمتع بكثير ، فهم يستطيعون التجول بالخارج وقتما يشائون ، و يستطيعون شراء أشياء كثيرة بمجرد ورق أخضر عليه أرقام تدل علىٰ قيمته ، كما و لا يحملون هم الذهاب إلىٰ المدرسة و مذاكرة دروسهم و عمل واجباتهم مثلي .

لكن الآن .. هل ما كنت أظنه كان حقيقياً فعلاً ؟

في الحقيقة .. أنا لا أستهزأ بظنوني حينها ! .. فلقد كنت طفلة تعيش داخل بلد لا تحوي سوىٰ الحرب و الدمار ، كنت طفلة قُتل أخيها أمام عينيها بأبشع الطرق .. كما و انتقلت من مدينة إلىٰ أخرىٰ أبحث عن الأمان الذي لم أشعر به يوماً .

أُخذت مني توأمتي و أصبحت أحمل هم عائلتي برغم صغر سني من ثم قُتل والدي .. فكيف لطفلة صغيرة كهذه أن تحب كونها طفلة ؟

ولكن .. كل هذا لم يعد مهماً ، لقد تغلبت علىٰ جل ما عِشته طوال حياتي .. و الآن لديّ أحبائي بجانبي .

برغم أنني .. لم أرد أن أُؤذي أي أحد في حياتي ، و لم أكن أرغب يوماً في رؤية نظرة آدم نحوي حينما علم الحقيقة .

لكن علىٰ الرغم من كون كل شيء أصبح أفضل من السابق ، لماذا أستيقظ كل يوم علىٰ نظرته المنكسرة تلك تجاهي ؟ ..

إنها لا تُمحىٰ ، ولن تُمحىٰ طالما أنه لا يتحدث معي .. فلقد مضىٰ أسبوعين حتىٰ الآن ولم أسمع صوته حتىٰ .

سِرت ممُكسة بدُبِّي الصغير و الذي يُدعىٰ دوبي ، إنه الدب الثاني الذي أعطاني إياه ريان .. فلقد أعطاني إثنين ، أحدهما أضعته أثناء مغامرتي في أسبانيا ، و الآخر كنت قد تركته بالمنزل .

و بما أن أمي قد سافرت لتأتي بملابسنا و أشيائنا الخاصة كما و بطاقاتنا البنكية من الوطن ، فلقد طلبت منها أن تعثر لي علىٰ دوبي .

حسناً .. لماذا من بين كل الأوقات أسير في هذا الليل حاملة دوبي بينما لا يوجد شيء أستطيع رؤيته سوىٰ مصباح يضيئ و يختفي كلما اهتز وكأنني أسير في ردهة فلم رعب .. أشعر وكأن وجه أختي حينما تستيقظ سيظهر أمامي الآن ليفزعني !

ليس لأن وجهها يشبه وجه العفاريت ففي النهاية هي تشبهني علىٰ أية حال ، ولكنها تصبح مخيفة حينما يوقظها أحدهم رغماً عنها .. لذا حينما نريد إيقاظها أحاول إغواء أخي دائماً ..

و دائماً .. دائماً ما يعود من الغرفة بوجه ممتقع لأسمع منه شتائم لم أسمعها في حياتي ! كل هذا لأنها ألقت عليه زجاجة المياه التي تضعها بجانبها علىٰ السرير ..

ما المشكلة في ذلك ؟ علىٰ الأقل عليه شكري كل يوم فهو يستحم بلا مقابل و بدون مجهود .

كدت أسقط حينما تعرقلت قدمي بشيء ما ، وحقاً لا أريد معرفة ما هذا الشيء علىٰ الإطلاق .

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن