صقر الظلام

صقر الظلام ٤

صقر الظلام ٤
************
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَأَثْبِتْنِي فِيهَا.  وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَ عَلَيَّ الذَّنْبَ وَالشِّقْوَةَ ، فَامْحُنِي وَأَثْبِتْنِي فِي أَهْلِ السَّعَادَةِ ، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ ".
اللهم اقدرني على من ظلمني لأجعل عفوي عنه شكراً لك على مقدرتي عليه.
اللهم أشكو إليك جَلد الفاجر، وعجز الثقة.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
❤❤❤❤🧡🧡🧡💛💛💛💚💚💙💜💜💜💜💜
عبدالعزيز صوته هز البيت هز ..  صرخ بصوت عالى جدا والحرس دخلو جوااااا : فين ياسين منك له
الغفير برق : ياسين بيه نايم تعبان جوااا
عبدالعزيز بصوت مجلجل : غفلكم يابقر وهرب .. إقلبو المنطقه عليه وهاتوه منك له
الغفر هزو راسهم : حاضر يا حاج
منال باصه لأخواتها : راح فين وإلا هايعمل إيه دا حالته حاله
إخواته مبرقين أو مذهولين ساكتين لا بيصدو ولا بيردو بكلمه .. عبدالعزيز دور فيهم الض.رب كلهم بطريقه وحشيه : أنا قولت عيونكم عليه أخزق عيونك إلا زى قلتها وأرتاح منكم وإلا أعمل فيكو إيه .. أوعو تكونو هربتوه يا ولاد ال... أوعو
البنات بعياط وصريخ : لا والله يابا
منال : يابا كفايه ذنبنا إيه إحنا
عبدالعزيز نزل فوقيها بالعصايه : نفسى أقص لسانك وها اقصه .. مفيش واحده تستجرى من البهايم دول تفتح بوئها إلا أنتى مسحوبه من لسانك يابت ال..
منال بعياط وصريخ : خلاص يابا حقك علياااا
عبدالعزيز بغل : بعد إيه ناقصك أنى  على المساااا  .. ها اجيب مراتى تقعد معاكو وتربيكو من أول وجديد يا بقر .. سابهم وخرج على برا والبنات حالها حال بمعنى الكلمه  الخبط عليهم كان نازل عشوائى مره على الراس ..  مره على الدراع .. مره على الضهر وزى ما تيجى تيجى إحساسهم إن خلاص فاض بيهم الكيل ليه يتحملو دا كله بيعملو إيه عشان يكون عدوانى معاهم ويهينهم من وقت للتانى  ليه مش طالع لأخوه هشام كان حنين على ولاده قووووى  وبيعشق البنات وخصوصا تالياااا لإنها أصغر ولاده بيعلمها كل حاجه وبيديها ثقه فى نفسها عاليه ووضع وقيمه حتى على عمها إلا يوميا بيهين الكل ويقلل منهم .. فى حاجات كتير كانو بيشوفوها بس ما يقدروش يتكلمو فيها أو يعبرو عن إلا جواهم مهما حصل 
الغفر رجعت جرى وهى بتنهج : مش لاقينه يا حاج عبدالعزيز
عبدالعزيز هاج فيهم ضر.ب : إزاى دا لا قادر يقوم ولا يمشى غفلكو وانتو قد الحيطان ازاى وطرااااخ .. ياله منك له ملكش عيش هنااااا ياله
الغفر مدت ايديها : والله ما لنا ذنب يا حاج
عبدالعزيز : ذنبك إنك مهمل يا أخويا ومش شايف شغلك .. ياله بالسلامه ياله وزقهم على برا .. بكرا ها أجيب سيد سيدكم يا كلاب سيب السلا.ح منك له وغور
الاتنين أستسلمو و سابو السلا.ح  ومشيو من قدامه  مهما عملو عمرهم مايقدرو عليه ها يأزيهم ويدمرهم  وهو فضل يلف زى المجنون فى كل حته  .. بدء يخاف والخوف يسرى فى كل حته فيه  ليكون إبنه  مبيت له على نيه سودا  أو يعمل فيه حاجه ويردله إلا عمله معاه كله من ساعة ماغدر بيه
******
تاليا رجعت شغلها والمديره رحبت بيها ترحيب شديد  قالت ترجع لحياتها الطبيعيه من تانى بلاش تستسلم للامر الواقع مهما كان ..  قاعده جمب عزه فى أوضة المدرسين بتبص لها بنظرات غريبه جدااا ومركزه معاها وهى خلاص نفسها تنفج.ر  فى وش أى حد اتعدلت وبصت لها : ممكن اعرف فى إيه
عزه نطرت كتافها وببرود شديد : فى إيه مالك
تاليا بعصبيه: أنا إلا مالى وإلا أنتى إلا مالك مركزه معايا ونظراتك طول الوقت مستفزه وغريبه جدا
عزه أبتسمت وقالت بتريقه : معجبه
تاليا رفعت حواجبها الأتنين وبتمثل البرود  : والله طيب يا سيادة المعجبه تحبى امضيلك على حاجه يمكن ترتاحى
عزه : هههههههه قامت شالت الكشاكيل إلا كانت بتصحح فيهم : ولا أى حاجه تمضيلى ليه وانتى موجوده طول الوقت بوذى فى بوذك مش ناقصنا غير ساميه وتكمل رجعتى زى عادتك وكالعاده ليكى مكان هى كمان مكانها مستنيها بلد سلطه سابتها ومشيت
تاليا بتنفخ بصوت عالى جداااا مدرسه تانيه معاهم أسمها نوال قعدت وبصتلها بإستغراب  : يا ساتر يارب انتى بتدخنى كدا ليه وعماله تنفخى
تاليا شاورت : من المستفزه دى هى مالها ومالى عايزا منى إيه
نوال نطرت ايديها : كبررى دماغك منها عزه لها طلعات غريبه ومش مفهومه أصلااا
تاليا بصوت واضح : على نفسها بقى أنا مش ها أتحمل حد تانى مهما كان ولا ها احترم حد مابيحترمش نفسه أصلاااا هى أتقلبت من صديقه لعدوه لدوده ليه كدا لازم تفهم إن فى يوم من الايام كنا بناكل عيش وملح مع بعض
نوال : ياه يا تالياااا  عيش وملح أنتى لسا فاكره ان الناس بتحافظ على العيش والملح  ماكنوش الاهل قطمو الضهر يا تاليا والعداوه إلا بجد تطلع منهم .. وإلا ناس واكله ..شاربه .. نايمه فى خيرك وتنكره وتطلعك أنتى إلا  قليلة الأصل فى الأخر لمجرد انها معاها تليفون بتقول  كلمتين بتضحك على خلق الله بيهم وكأنها ضحيتك إحنا فى زمن الأدوار فيه معكوسه .. قامت وقفت بصت لها وبجديه شديده .. ماكنوش العرب كلو فى بعض وقطعو وقسمو فينااا أسكتى والنبى بالعيش والملح بتاعك وما تستغربيش أفعال عزه عشان هى دى حقيقة القلوب إلا بنعيشها دلوقت .. بعد اذنك
تاليا لفت وشها بعد ما سمعت الكلمتين ودموعها نزلت بحرقه رهيبه .. إيه دا فى إيه ليه كدا وليه فعلا القلوب اتملت سواد وعنجهيه وتكبر وإستعلاء على بعض مبقاش حد صافى لحد .. قامت بعد ما مسحت بالمنديل وشها خارجه من أوضه المدرسين محمد وقفها .. نفخت وقالت بصوت  مليان غضب : أفندم
محمد : أنا بقالى كام يوم مش عايز أقربلك ولا أكلمك .. مد ايده قدام عيونها .. أنا خطبت
تاليا بصتله وببتسامه مرسومه : ألف مبروك بعد إذنك
محمد مشى وراها : تاليا أستنى
تاليا بهجوم : افندم يا محمد عايز إيه منى أنت كمان
محمد : عايز أقولك إنى مش عارف أنساكى وبحبك تاليا لو الجواز عاملاه فلم او حوار بقولك أنا اسف ونفسى تحسى بيا وأفوز بيكى فى حياتى عايزك انتى مراتى
تاليا رفعت حواجبها وبصتله بذهول : أنت مجنون صح
محمد : لاء مش مجنون أنا بحبك
تاليا زعقت : أنا ست متحوزه وإحترم نفسك معاياااا وبعدين إحترم الدبله والبنت إلا اتعلقت فى راقبتك مش لازم تكون مغلفه وتعيش تدفع تمن واحد غبى عينه فارغه .. نفخت بصوت عالى جداااا .. أوووووف .. سابته ومشيت وهو واقف مكانه بيبص عليها  واحد قرب وهمس : ما قولتلك ريح دماغك يا محمد أنت غاوى تتهزء منها فى الراحه والجايه
محمد بغل : دى صايعه يا ناصر وبتعملهم عليناااا إيه رجعها تانى شهر العسل خلص ..  انا وراها لحد ما أوقعها فى شر أعمالها
ناصر : أنت حر تاليا وقت اللزوم بتطرقع للقدامها ما بيهمهاش حد
محمد هز راسه وبصله : اه مانت مجرب هاتموت خايف أقررب منها وتستسلم وتقولى تحت أمرك ياسى محمد
ناصر بتمتيقه : ها أموت على مين يا اخويا دى وبعدين موضوعها انتهى أنا مش لازقه زيك بالأذن وبتريقه .. ياسى محمد ..  سابه ومشى وهو واقف مكانه بياخد نفس كل همه ازاى ياخد حقه من تاليا وبس
تاليا طلعت الفصل قعدت شويه باصه للأولادو وساكته
واحد قام : مس أنتى زعلانه
تاليا هزت راسها وأتنهدت : لاء يا حبيبى
الولد : إمال ساكته ليه
تاليا بصتلهم كلهم : بفكر .. عارفين بفكر فى إيه
كلهم : إيه يا مس
تاليا قااامت وبتحكى كأنها مع حد بتفضفض معاه ؛ يا ترى يا ولاد حد فيكو ها يقبل إن حد تانى يطرده من أرضه وبيته
كلهم هزو راسهم ؛ لاء
تالياااا : الدين عندنا عقيده راسخه جواناااا ما بتتغريش .. وجزء من العقيده دى هى الدفاع عن أرضك ووطنك عن نفسك وعرضك عشان كدا الرسول عليه افضل الصلاة والسلام قال : من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد. رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وصححه الشيخ الألباني.
الولد :  بس هو ما قالش دافعو عن وطنكم يا مس تالياااا
تاليا هزت راسها : قال اكيد يا شريف مش لازم تبقى الرساله مباشره وكلمه بكلمه  .. لما الرسول بدء بالدين عشان عارف إن المعتدى من اولوياته هو هدم دينك وعقيدتك وضربها بعرض الحائط .. وطنك فيه إيه .. فيه مالك وأقتصادك .. فى عرضك وشرفك .. فيه اهلك وأولادك فيه مكان لدينك بتمارس فيه ديناتك بكل حريه وأمان  ..   .. يعنى الوطن بتتجمع فيه كل ألوان وأشكال الشهاده فى سبيل الله فا قمة الشرف هو الدفاع عن أرضك .. الرسول خرج هو والمهاجرين من أرضهم بعد ما نكل بيهم وتم قتل كتير منهم وتعذيبهم .. خرجو مضطرين مقهورين حلف انه يرجع ويطهرها يسترد وطنه ويسترد حنينه برغم إنه أتعذب عذاب شديد جدا .. خرج وهو ينظر للمدينه بحزن وألم من فراقها هنا أقدر أقولكم إن الوطن إلا بتتولد فيه غالى وغالى قوى كمان  .. وفعلا فتحت مكه والمدينه وإطهرو من دنس المعتدين على الناس بدون وجه حق
الوطن غالى والأغلى هو الحفاظ عليه لازم نتثقف ونعرف التاريخ ونحبه نبتدى نشغل وعيناااا ونعرف ماضينا عشان نبنى حاضرنا بس أوعو حد يلعب بيكم أبداااا   .. اوعو كلمه توديكو وتجيبكو  وأوعو تقبلو كلمه خسيسه على بلادكم وأوطانكم  لو مصر بلدك فاعندك ففى أهل واقارب فى العروبه هانشاركهم أحزانهم وها نشاركهم افراحهم  كل بلد فى الشرق الأوسط هى مننا لازم تكون قلوبنا على بعض ما ينفعش أنا أهدك وانت تهدنى لازم تقوى بيا وأقوى بيك دا إلا ها يدمر أى فكر بيحاول يشتتنا ويكسرنااا ويعتدى علينا  يا ولاد لازم نقف فى وش الفتنه ما ينفعش تكونو أنتو الفتنه او تشاركو فيها بلفظ خارج وإهانه لبلد تانيه أهلها غيورين عليها زى مانت غيور على بلدك  فاهمين
الولاد : فاهمين يا مس
تاليا : أنا متاكده إن  الكلام كبير عليكم وأكبر من سنكم بس هاتفهموه مع الأيااام انا بحفره جواكم أساسات عشان الانتماء بيبتدى معاكو وبيكو .. ياله بسم الله نبتدى درس إنهارده وهو ال.........  بعد وقت كبير بيمر على تاليا خلصت مدرسه وخرجت ركبت العربيه وأنطلقت  وصلت بيت والد ساميه ووقفت تحت العماره طلعت الفون واتصلت عليها .. أنزلى يا ساميه
ساميه بذهول : أنتى هنا
تاليا بوجع وألم جواها : أيوا
ساميه : طيب أطلعى بابا برا وانا لوحدى
تاليا قفلت معاها ونزلت من العربيه  طلعت و أول ما ساميه فتحت الباب أترمت فى حضنها وعيطت بقهر رهيب قالت  اااه بطريقه توجع القلب ساميه ماقدرتش تتمالك نفسها وعيطت معاها .. خدتها ودخلت جواااا سابتها براحتها خالص لحد ما خلصت عياااط مسدت على إيديها : مالك يا حبيبتى وايه رجعك دلوقت
تاليا عيطت تانى كل ما تيجى تتكلم أو عايزا تعبر تعيط وبشهقات فى كلامها : أنا كرهتو يا ساميه على قد ما حبيته على قد ما كرهتو لايمكن يكون بيحبنى او عايزنى فى حياته
ساميه مسحت دموعها وبهجوم فى كلامها  : بس يا تالياااا بطلى عياط هو عمل معاكى إيه مزعلك بالطريقه دى
تاليا هزت راسها يمين وشمال : عمل كتيررر  وكتير قوى بيلعب بيا طول الوقت .. طول الوقت بدور عليه مش لاقياه جمبى ولما يرجع يرجع سواد الليل وخطفنى زى بنت ليل ماتساويش تلاته أبيض  جرى وهرب كالعاده وقمت لقيت نفسى لوحدى تخيلت  إنه حلم بس للاسف طلع حقيقه
ساميه شهقت : بردو يا تاليا انا حذرتك ازاى تسيبى نفسك ازاى قولتلك يوم ما تفرطى فى نفسك هاترخصى وتهونى عليه مش عارفه تقوليله لاء
تاليا عيطت جاااامد ونامت على صدرها : والله كان واحشنى كنت حاسه إنى ها أطير لو شفته أو قرب منى ولمسنى كنت مستعده أعمل أى حاجه عشانه بس يفضل معايااا يحسسنى إنى منه إنى مراته بجد 
ساميه مسدت عليها وعيطت : بطلى ماتخليش حاجه تكسرك
تاليا اتعدلت وبصتلها بعيون مليانه دموع شاورت على نفسها : عارفه أنا كنت شايفاه حصن ووطن أمان ها أحتمى فيه ..  أنتى مستوعبه  يعنى إيه ست ملهاش وطن  .. دموعها نزلت بغزاره .. انا الست دى .. أنا إلا أهلها باعوها بأرخص تمن إخواتها داسو عليها بجزاماهم وقالو لها يا تموتى يا تعيشى تحت الرجلين  أنا إلا كل راجل عايز ينهش فى لحمى وفى عرضى يا أقول اااه يا أواجه  كلب مسعور  وأتحمل عضه ونهشه فيااا  اترمت على كتفها وعيطت تانى وبصوت رايح .. والله بحبه قوى بس هو عمل نفس إلا عملوه فياااا كلهم ..  حرام عليهم .. حرام عليهم والله لأمتى ها أفضل وحيده أستقبل صدمات وكسر من الكل
ساميه عيطت بصوت مسموع مستنيه حد يدعم ويخرج الحزن إلا جواها وأهو طلع لما شافت تاليا بوضعها الصعب .. وفجأه الباب اتفتح بخوف ادهم بهلع : فى إيه .. إيه المحزنه دى
تاليا اتعدلت مسحت دموعها بصتله بإحراج وساميه قامت جرى أترمت فى حضنه : بابا أبوس إيدك يا بابا
أدهم تنح : فى إيه يا ساميه
ساميه : أنا مش عايزا أتجوز عايزا أفضل معاك خلينى خدامه تحت رجلك وماتجوزنيش ولا تغصبنى خصوصا من ولاد عمى سيبنى أحبهم وأتحامى فيهم بدال ما هما إلا يبقو أعدائى فى يوم من الأياااام
أدهم طبطب عليها : أقفلى على السيره دى دلوقت وبطلى مناحه أنتى وهى بص لتاليا .. أزيك يا بنتى عامله إيه
تاليا بصوت مبحوح : الله يسلمك يا عمو
أدهم أبتسم : أنتى بتساعديها فى العياط
تاليا بصتله  : أنا أسفه
ادهم ابتسم : أسفه على إيه يا هبله قومى تعالى بقالى كتير لا شفتك ولا بتيجى
تاليا قامت  وأدهم شدها لحضنه مع ساميه وأول ما عمل كدا اتفتحت فى العياط محدش فيهم عرف يقفلها تاااانى
أدهم بص لساميه بيحاول يهزر : كدا عديتى صاحبتك مالكم فى إيه اتفتحو ومش عايزين تتقفلو ليه
ساميه بعياط : محتاجين حنان
أدهم بصوت عالى ضحكهم بعد ما كانو بيعيطو : وأجيب حنان منين دلوقت
تاليا وساميه اترسم على وشهم ضحكه خفيفه خدهم وطلع برا قاعد قاصدهم بيقرر فيهم بمعنى الكلمه تاليا فاض بيها الكيل قررت تحكيلو وإلا يحصل يحصل وساميه اتفاجئت انها بتحكى كل حاجه حتى أخر يوم شافته فيه
أدهم بيسمع وساكت وشه فى الأرض  كأنه بيفكر ياترى ها يرد بإيه أو ممكن يقول إيه .. خد نفس طويل وطلعه بص لتالياااا وساميه بتسمع وساكته : خلصتى
تاليا بعياط : أيوا
أدهم : أنتى عارفه جوزك شغال فين بالظبط
تاليا بنفى : ماعرفش عنه أى حاجه غير ذكريا حتى ذكرياااا ما أتكلمش معايا عن طبيعة شغله كل ما يكلمنى يقولى أتحمليه
أدهم بتفهم : بتقدرى يا تاليااا وممكن تتحملى
تاليا بتأكيد شاورت على نفسها : أتحمل بس هو يقولى يعرفنى كل حاجه عنه .. تخيل ماعرفش حاجه عن أهله غير كلام لا شفتهم ولا شافونى
أدهم بجديه : جايز قلقان منك وخايف تغيرى موقفك مع الوقت يابنتى انا شايف  أنتى وهو واخدين الموضوع عند بينكم
تاليا بصتله وبنظرات كلها برائه : والله انا واضحه وصريحه لا بلف ولا أدور معاه ياعمووو بس قلقانه من خطوبته قلقانه اكون أنسامه مركونه على الرف فى يوم الأيام وياخدنى زى عجلة الاستبن إلا موجوده فى كل عربيه وقت ما يحتاج لها يفكر فيها يفضى غرضه ويرجعنى تانى لمكانى
أدهم : أنا من رأيى خطوة الجواز كانت غلط من بدايتها وبما انك غلطتى ماتصلحيش الغلط بغلط لما جوزك يرجع بالسلامه أسأليه بوضوح وحطى النقط على الحروف
تاليا بعصبيه : يرجع منين وأمتى وبيروح فين
أدهم : ما أخبيش عليكى ظروف شغل عصام وأدم إحنا نجهلها وبما إن حواليهم غموض وألغاز يبقى ٩٩ فى الميه هما فى جهاز المخابرات  فى جزء بيعلن انه موجود جوا الجهاز وفى جزء لايمكن تعرفى عنه حاجه لانه بيقوم بعمليات إستخبراتيه خطيره وحساسه فالازم يكون مجهول الهويه برا الجهاز نفسه وممكن كمان داخل الجهاز وأفراد معينه إلا بتتعامل معاه
ساميه شهقت وأتعدلت : مخابرات .. عصام مخابرات كنت شاكه هو باين عليه أصلاااا 
أدهم بصلها وباستغراب : باين عليه ازاى يعنى
ساميه بتلف ايديها وديقت عيونها : سوهن يابابا  سوسه لما بيتعامل معايا
أدهم : ههههههه عصام بقى سوهن وسوسه  دلوقت
تاليا تنحت خدت الصدمه وساكته ..  كلام أدهم ميه فى الميه صح .. أدم حياته كلها غامضه من ساعة ماعرفته  بصت لأدهم : عمو أعرف أزاى هو شغال فى أنهى مكان 
أدهم : أعرفى منه حب يقولك يا مرحب ماحبش يبقى خلاص ماتضغطيش عليه لأن ساعات كتير بتبقى دى أوامر واجب ينفذها حتى لو غصب عنه ومجرد ما بوئه يتفتح يضروه فى شغله وحياته ومش بعيد يتحاكم  جهاز المخابرات يابنتى جهاز مهم وشائك لأى دوله فى العالم  بيحتوى على معلومات بتنقسم لكذا قسم .. فى معلومات ممكن او متاح تخرج للعلن عادى .. وفى معلومات سريه دى بتخرج بعد وقت هما بيحددوه وفى معلومات أسمها سريه للغايه  ودى بقى خط أحمر بتمس الأمن القومى والبلد كلها وفيها أسرار دول .. ظباط المخابرات زى المعلومات دى تمام .. فى منهم عادين وفى منهم سرين وفى منهم سرين للغايه ومواقعهم حساسه لأبعد الحدود .. فا ماتجاذفيش أبدا بجوزك أو بنفسك وقدرى موقفه وحساسيه مكانه هو فعلا مش ملك لنفسه زى ماقالك
تاليا بصدمه كبيره : معقول خايف يقولى
ساميه بدافع : لو عصام فعلا فى جهاز المخابرات مع أدم وماقالش ليااا أعرفى إنهم مش عادين أبدا وممنوع حد يعرف شغلهم فين بالظبط ما بدافعش عن أدم بس عصام لايمكن يخبى عليا حاجه تخص شغله او ترقيته أول حد بيبلغه أناااا أدام ما قالش يبقى أوامر
تاليا عيطت : طب وخطيبته .. عرفنا إنه مش ملك نفسه وها أقدر وخطيبته
أدهم : أظن إنك مادخلتيش على غش يا تالياااا هو صارحك  من البدايه وفعلا يا بنتى انتى إلا داخله عليها مش هى إلا داخله عليكى أرضى بالأمر الواقع ولما يرجع جوزك بالسلامه حطى النقط معاه على الحروف  
ساميه باعتراض شديد : ازاى يابابا عايزها ترضى بالأمر الواقع هى أستبن لعربيه والا ملهاش قيمه
أدهم بصلها : ساميه بلاش إندفاع الاندفاع خسرنا كتيرررر .. فى أمور ومواقف لازم نرضى فيها بالأمر الواقع ونسلم مانجادلش كتير .. بص لتالياااا .. أدم يابنتى راجل انا عارفه زى مابعرف عصام ولما بيقول كلمه أنا بأكد ليكى أنه قدها
تاليا بصوت رايح عماله تمسح وشها : يعنى ياعمووو أقبل
ادهم قاطعها : أقبلى لو مصلحتك معاه اقبلى .. لو راجل يعتمد عليه أقبلى
ساميه قامت وباين عليها إنها ادايقت جداااا بصت لأبوها وبحده فى كلامها : عارف مشكلتك معايا من زمان ايه انك دايمااا لو شايف أى راجل من وجهة نظرك يعتمد عليه يبقى خوديه .. مطلق .. متجوز .. مجنون .. المهم يعتمد عليه .. يابابا البيوت لما بتتقفل أبوابها غير لما بتكون على بابها .. يابابا مهما كان إلا قدامك خدوم وبيحبك وسوبر مان لما بيتقفل الباب  بيبقى حاجه تانيه .. أرجوك أرحمنى وغير نظرتك 
أدهم شاور على نفسه : أنتى شايفه إنى ها أرميكى
ساميه بتأكيد وبصوت منفعل : أيوا هاترمينى لأى حد لمجرد انك شايفه مناسب
أدهم قام وزعق : وانتى لما اختارتى المناسب عمل معاكى ايه طلع فله شمعه منوره يابنت أدهم
ساميه عيطت وزعقت : أنت السبب
أدهم بزعيق أشد : أنا السبب وإلا دماغك الناشفه .. دلوقتى بقيت سبب فى جوازتك الفاشله لقيتى شماعه تعلقى عليها اخطأك
ساميه هزت راسها بتأكيد : أيوا .. لما اشوفك بتدلل عليااا كأنى بورت هابص برا واجيب واحد بيموت علياااا  .. لما بابا طول الوقت بيتخانق مع أمى مفيش تفاهم مفيش راحه ها أهرب واحتاج لواحد متفاهم بيسمعنى ...  كتير يابابا يخلينى أهرب وارمى نفسى فى حضن واحد بيسمعنى كلام حلو ..   بيهتم بيااا بيعلى من قيمتى ومحسسنى انى نجمه فى السماااا مش اى حد يطولها
أدهم شاور عليها ج : هو العيل العاق دايما شايف أهله ضده .. بيبرر افعاله وغلطه وبيرميه على غيره وعشان تبقى فاهمه أنا يوم ما أحط عينى على حد ليكى انا واثق انه راجل مش عيل هفئ ملوش لازمه عارف أنا بحط روحى بين إيدين مين انا مش طفل بريل قدامك خايفه منه ومن اختياره وشايفه انه بيقلل منك .. حقك عليا يا بنتى انا مش ها أتدخل ليكى فى حاجه تانى وسابهم ونزل على طول .. تاليا قاعده حاطه راسها بين ايديها مابتدخلش بينهم سايبهم يخرجو إلا جواهم كله
ساميه بزعيق : شايفه طريقته سامعه كلامه أى واحد شايفه مناسب خلاص يبقى مكتوب على ساميه غصب عنها
تاليا بتعب شديد : ساميه انا تعبانه مش قادره أناهد معاكى
ساميه قعدت جمبها وبصلها : أعملك كوباية لمون
تاليا هزت راسها بإستسلام : ياريت
قامت دخلت المطبخ طلعت اللمون وميه ساقعه وعملت كوبايتن فى الخلاط وصفته  خدت العصير  وقدمت لتاليا  شربو الكوبايات وخلصوها تقريبا مع بعض .. مسدت عليها .. عامله ايه دلوقت
تاليا هزت راسها : الحمد لله أحسن .. أنا ها أقوم أمشى
ساميه مسكتها : خليكى قاعده معايا هاتعملى ايه فى شقتك
تاليا : معلش سيبينى على راحتى  دخلت الاوضه جابت الشنطه بتاعتها وقربت من ساميه باستها وبصوت عادى .. أتافهمى مع أبوكى براحه هو بيحبك
ساميه هزت راسها وسكتت وصلتها وقفلت الباب رجعت تانى لأوضتها مسكت الفون بتاعها وجابت صوارها كلها مع عصام  أبتسمت وبصوت مسموع : محدش فاهمنى ولا بيريحنى أدك  كلهم ظلمونى ياعصام وانت الوحيد إلا دايما فى ضهرى ما أتخيلتش إن يجى اليوم إلا ها أستخبى فيه منك وأخاف أبص فى عيونك وأشوف نظرات إتهام أو خذلان ليا .. على دمرنى ودمر علاقتى بالكل للأسف  ياترى ازاى ها أقولك الحقيقه وبأنهى عين وازاى اتكلم معاك فى أمور خاصه زى دى  .. أوووووف .. ياساتر بقيت حاسه إن فى جبل تقيل على صدرى مش قادره أتنفس منه ولا افلفس أبدااااا وقفت قدام فديو وفضلت تعيد وتزيد فيه .. العيله كلها  عزت وأولاده ومراته  وأدهم متجمعين عندهم فى البيت  عصام بيصور من غير ما حد ياخد باله  ساميه خارجه بصنية القهوه والشاى وكلهم بلا أستثناء بيضحكو عليها ..
محمد : هههههههه ولا إلا ماشيه على حبل كبرتى وهاتفضلى هبله وجبانه بردو
ساميه بتضحك طلعت لسانها وباصه للصنيه وماشيه بخطوات بطيئه جداااا زيها زى الأطفال
أدهم قام خد منها الصنيه وهى أتنفست أخيراااا  قربت من عصام قاعد فى ركن مع نفسه وكل ماتقرب يركز عليها اكتر وأكتر وطت بتبص بيعمل إيه  أبتسمت .. بردو بتصورنا
عصام بصلها فى اللحظه دى : بصور لحظات لن تتكرر عشان تفتكرو كنا ازاى
ساميه بجديه : كنا وهانفضل .. قعدت جمبه على الكنبه ومسكت التليفون لفت الكاميرا  عليهم الاتنين .. لازم أوس يبان فى الصوره  مش هاتفضل الجندى المجهول دايماااا
عصام : هههههه أنتى عايزا تقعدى جمبى وتجبيها فى الصوره
ساميه بصتله وهو بصلها وفى اللحظه دى كأن الزمن وقف بس عند عصام من حبه وعشقه لها  قالتها بعفويه : يابنى دانا ها أفضل على كتافك طول العمر غصب عنك
عصام شد التليفون قفله وهى أفتكرت الباقى مع نفسها
فلاش باك
********
فوزيه قربت منهم : إيه رأيكم تتجوزو أنتو الاتنين
ساميه ضحكت وبصت لعصام : تتجوزنى
عصام جواه بركان بمعنى الكلمه عارف تلميح ساميه السخيف وعارف انها  عايشه قصة حب وبتحكيلو  عليها وبتقنعه يقف جمبها
فوزيه بصتله  : ماترد يا حضرة الظابط  أنا بقوم وأنام شيفاك جمب بنتى فى الكوشه
عصام أبتسم وبص لأمها : أرد عليها وإلا أخدها قلمين على التريقه
ساميه : ههههههههه أحلى حاجه فيك انك فاهمنى  قربت منه وهمست وفى اللحظه دى أمها ضربتها على راسها  .. أنت هاتفضل أوس غصب عنك وعنهم بطلو تهريج وهبل
عصام بدون تعليق عليها : قومى هاتيلى القهوه
امها اتنهدت شدتها ضربتها على راسها وقالت لها انتى الخسرانه .. ساميه  فاكره ان كلامهم كله هزار عمره ما يكون جد وبتتعامل على هذا الأثاث جابت القهوه وشربت منها بوئين وناولته المج
عصام خده منها هو متعود على عملتها دى وبيشرب مكانها وهى لاحظت دا قعدت جمبه وكملت كلامها : أنت ازاى مابتقرفش منى وبتشرب مكانى أى حاجه 
عصام بصلها وبحده : أنتى مالك
ساميه : هههههههههههه انا مش زعلانه انا مستغربه
عصام : جايه تستغربى بعد ما بقيتى شاحطه طولى 
ساميه : بصراحه يا أوس نفسى أسألك السؤال دا من زمان بس مكسوفه انت ما بتعملش كدا مع حد تانى حتى إخواتك
عصام برد فعل سريع : ها أشرب ورا خناشير
ساميه : هههههههه..ههههههه .. خلاص هات أنت شربت كتير دورى
عصام اتعدل : طيب ماتعملى لنفسك فنجان عشان أبطل اشرب وراكى
ساميه : توء ملوش طعم مع أخويا حبيبى إلا بيوحشنى وبقيت اشوفه بالصدفه أحلى بكتيرر
عصام بحزن : عارفه يا ساميه انا مش ها أسامح أهلى على إيه
ساميه ضمت حواجبها : إيه
عصام : على إنهم ربونا غلط .. كل حاجه حصلت وبتحصل غلط فى غلط قومى روحى شوفى مامتك ومامتى بيعملو ايه وأعملى معاهم وإبعدى عن دماغى انا ماكنتش جاى عشان خاطرك
ساميه بتريقه : قايمه يا شيخ يا عصام  أعوذ بالله خنيق  
باااااك
*****
عندك حق اتربينا غلط فى غلط وعيشنا بردو غلط فى غلط أنا ازاى كنت جريئه كدا .. ازاى ماحستش فعلا ان كل حاجه بعملها غلط  .. أتنهدت وسكتت وفضلت تقلب وتتفرج على صور أمها بشغف وشوق وحشتها لأبعد الحدود نفسها تتكلم وتفضفض معاها زى زمان لو تعرف ان الموت هايفرق بينهم بدرى كانت قالت لها حاجات كتير واترمت تحت رجليها ومازعلتهاش ثانيه واحده بس  قدر ربنا كان سابق لكل الأحداث إلا ممكن نهيئها أو نرتبها ..
تاليا نزلت من عند ساميه ركبت عربيتها وفضلت تلف فى الشارع بتعيد وتزيد فى  كلام أدهم جواها .. بتفكر فى وضع أدم ياترى لو زى مابيقول ومجبر إنه يخفى حقيقة وضعه الحساس  هى هاتتحمل .. هاتساعده على دا والا هاتكون شوكه فى ضهره هى كمان .. لحظات وحست بالتوهان مابقتش فاهمه حقيقة إحساسها هى  شخصياااا بقت شبه الطفل إلا متمسك بأمه تمسك شديد وفجأه يبعدوه عنها فايفضل يعيط ويدور ويدور .. ياترى هى ها  تفضل تدور على كام حقيقه وكام إحساس .
حقيقة أبوها إلا قالها زمان وكان سر بينهم من توهانها مش عارفه تبوح بيه لحد لإنها بإختصار هى كمان ماتعرفهاش فزوره صعب حد يصدقها أو يحلها غير أبوها والشخص الأخر إلا قالها عليه