إجبـار

2.3K 40 3
                                    

الفصل الأول
الجزء الأول
روايـة عائـلة نصـار ❤️🦋

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم .

_ خير يا بابا دادة كوثر قالتلى أن حضرتك عايزنى ؟
طالعها والدها بنظرة فارغة تدل على تشتته وحيرته وبملامح حزينة بينما أشار لها بالجلوس ، بالفعل جلست على مقعد مقابل لمكتبه تطالعه بأهتمام وقلق أثر تعابير وجه الغريبة .
أردف عبدالله المنشاوي ذلك رجل الأعمال الذى يتربع عرش مجال عمله ولكنه مؤخراً يواجه أزمة مالية كادت أن تقصف بكل ما يملك حتي أوشك على الإفلاس .
_ أسمعينى كويس يا دليدة ، أنتِ طبعاً عارفة الظروف اللى بمر بيها الفترة دى ؟
هزت رأسها بالإيجاب بينما كسا الحزن وجهها وهي تتذكر ما حل بوالدها .
تابع هو مكملاً حديثه .
_ وعارفة أن أبوكِ لو وقع المرة دى مش هتكون له قومة من تاني .
هتفت مسرعة وهي تمد يديها تمسك بيد والدها وتضغط عليها .
_ بعد الشر عليك يا بابا ، ربنا يطولى فى عمرك .
أبتسم بوهن بينما تنهد بقوة لا يقوي على هذا القول لا يقدر على التضحية بمستقبل وحياة أبنته ، يعلم جيداً كيف سيأتيها حديثه فى مقتل ولكن لقد وقع تحت فكي مَن لا يرحم فأردف بنبرة متجمدة .
_ هتتجوزي .
كلمة واحدة قالها والدها ولكنها كانت كفيلة فى أن تصعقها ، طالعت والدها بدهشة وتساؤل منتظرة القادم من حديثه الذى صدمها كلياً .
_ أنتِ الوحيدة يا دليدة اللى فى أيدك تنقذى أبوكِ من كل ده .
عقدت حاجبيها بدهشة أكبر مما يقول  بينما تنهد بتعب و أكمل حديثه .
_ الشخص الوحيد اللى قبل يقف جمبي فى المحنة دى وقبل أنه يسدد كل الديون اللى عليا عايز يتجوزك.
هربت الدماء من وجهها كما هرب الحديث من فمها ، كأنها لا تستوعب ما قيل للتو فأردفت بأستنكار .
_ يعني ايه يا بابا ؟ يعني أنا المقابل ؟
أغمض عينيه بينما مزقه سؤالها وتابعت هي تحاول أستيعاب ما قاله والدها .
_ ومين الشخص ده ؟
هتف والدها وقد كسا الخذلان ملامحه ونبرته الحزينة .
_ الشخص ده هيقف جمب أبوكِ ويخرجه من كل ديونه دى اللى ممكن أوى أنها تسجنه وتخليه يكمل الباقي من عمره فى السجن ، ولا يخسر كل اللى حيلته ويفلس وساعتها أترمى انا وأنتِ فى الشارع ، الراجل ده هيقف جمبى فى حين كل اللى أعرفهم واللى ليا عندهم خدمات وجمايل قد كده أتخلوا عنى ومحدش فيهم فكر حتى أنه يساعدنى .
أبتلعت حديث والدها بصعوبة وقد تكونت عباراتها بمقلتيها .
_ بابا أنا والله مقدرة كل اللى حضرتك بتقوله والظروف اللى أحنا فيها ، لكن المقابل اللى بيطلبه منك ده صعب ؟
أنت عارف أن أنا بحب عدى وهو كان عايز يكلمك بس أنا قولته يستني عشان الظروف اللى بتمر بيها حالياً.
قالت جملتها الأخيرة بأسي حقيقي غير مصدقة أنها لربما هانت علي والدها ليضحي بها وبحياتها من أجل سداد ديونه .
بينما جلس هو بهدوء وهو يمسك كفها ويضغط عليه .
_ يا بنتى صدقينى والله أنا معنديش أغلى منك فى حياتى كلها بس غصب عني أنا مفيش فى أيدى حاجة وده الحل الوحيد ، وبعدين عدى اللى أنتِ بتتكلمى عنه ده أبوه عارف كل الظروف اللى أنا بمر بيها فكر أنه يعرض عليا مساعدته؟ ومع ذلك أنا مش مستنى حاجه منه ولا من غيره واللى عندى قولته ولو فعلاً بتحبي أبوكِ لازم تسمعي كلامي وتنفذيه .
أردفت مسرعة وقد كسا الاستنكار نبرتها .
_ يعني أيه يا بابا ؟ أنا مش هأقدر أتجوز حد تاني غير عدى أنا بحبه وهو كمان بيحبنى وأحنا.....
قبل أن تتفوه بحرف أخر وأد والدها حديثها بنبرته الحازمة .
_ أنا قولت اللى عندى ومش عايز أسمع منك أى كلمة تانية .
نهضت من أمامه بصدمة أحتلتها ولكنها سريعاً ما تحولت لنيران تحرقها ، تتسابق عباراتها ، هرولت تجاه غرفتها أمسكت بهاتفها تطلب نمرته مَن سواه سيغيثها مما حل عليها لم تطل مهاتفته حتي أستجاب فأسرعت تهتف بألم من بين نحيبها .
_ عدى ، ألحقني يا عدى.

عائـلة نصـار Where stories live. Discover now