حمام سباحة

741 22 3
                                    

الفصل الخامس
الجزء الأول ' عـائـلـة نـصـار ♥️🦋

بـسـم الـلـه الرحـمـن الرحـيـم.

كان حمزة جالساً أرضاً يدفن رأسه بين ذراعيه يبكي بصمت فقط تهبط عباراته الساخنة على وجنتيه يردع شهقاته فيكتمها بقلبه تمزقه بألم .

صدمها رؤيته هكذا فتجمدت مكانها لا تدري ماذا تفعل ، مرت ثواني وهي مازالت واقفة هكذا حتي تنحنحت بأرتباك فرفع رأسه دون النظر لها فقط نهض متجهاً للمرحاض ، وقف أمام المرآة يطالع عينيه المحمرتين ، لأول مرة يلاحظ هذه النظرات الحادة بهما ، تلك القسوة التى ظهرت جلياً بخاصتيه ذكرته بألم يمزق نياط قلبه كل يوم وساعة ودقيقة ، اليوم يحمل نفس تاريخ هروب والدته فلقد مر على تركها لهم سبعة عشر عاماً ، سبعة عشر عاماً يعاني مما سببته له ولوالده وشقيقته ، يحمل مشقة كونه الوحيد الذى يعلم حقيقة الأمر فيضاعف هذا من ألمه ، حمل قطرات المياه الباردة بين كفيه يُلقيها على وجهه وهو يحاول العودة لطبيعته ، وأزاحة كل شئ عن عقله.

بينما كانت هي تطالع أثره بدهشة وتساؤل فبعدما توجهت ناحية الخزانة وأخرجت منها ثيابها لفت أنتباهها صورة ملقاة على الأرضية فنحنت تمسكها وهي تطالعها ، كانت لامرأة تحاوط بكفها كف طفل صغير يقف جوارها مبتسماً ببراءة شديدة طالعت الصورة وهي تبتسم حتي وجدته ينتشلها منها بقوة فأنتفضت بخضة بينما طالعها بغضب وهو يردف بحدة موبخاً أياها .
_ أنتِ أزاى تمدى أيدك على حاجه مش بتاعتك؟

طالعته بدهشة وهي تهز رأسها نافية بينما هتفت موضحة .
_ أنا لاقيتها واقعة على الأرض ، لكن أنا مامدتش........
قطع قولها وهو يردف بغضب.
_ مرة تانية متمديش أيدك على أى حاجه تخصني هنا فى الأوضة ، أنتِ فاهمة ؟

شعرت بعباراتها تتكون بمقلتيها ولكن أسرعت لتردعها وهي تطالعه بغضب بينما همت لترد عليه ولكنه أوقفها بحركة من يده وهو يردف.
_ مش عايز أسمع حاجه.
ثم ترك الغرفة ورحل ، جلست هي على طرف الفراش وقد هبطت عباراتها وهي تشعر بالأهانة أثر كلماته الجارحة لها وهي لم تفتعل شئ عن قصد.

بينما بالأسفل كان الجميع يحاوط طاولة الطعام فكان على رأسها نصار تجاوره شقيقته حكمت بجوارها أبنتها نرمين وعلى الناحية الأخري كان يجلس أدهم جوار نصار تجاوره ميرال .

هبطت دليدة للأسفل كانت ترتدي رداءاً وردياً رقيقاً ولكنه غاية فى الجمال ، بينما تركت لخصلاتها الحرية جلست جوار ميرال بعدما ألقت التحية على الجميع فتابعتها حكمت وأبنتها بعينيهم وهما يتفحصانها من أعلاها لأسفلها فشعرت هي بأرتباك أثر نظراتهم لها ، بينما هناك عين أخري تطالعها بتفحص شديد ونظرات وقحة ، حيث لم ينتقل أدهم بنظره بعيداً عنها فور جلست حتي حمحم نصار وهو يردف بأبتسامة.
_ يلا يا جماعة ، سموا الله الأكل هيبرد.

عائـلة نصـار Where stories live. Discover now