الثامن

460 18 7
                                    

الفصل الثامن، الجزء الثاني
عـائـلـة_ نـصـار❤️

بسم الله الرحمن الرحيم.


تركت "ميرال" هاتفها من بين يدها وهي تضم ركبتيها بذراعيها وتترك المجال لعباراتها أن تنهمر وبغزارة، بكت بشدة وصدرت عنها الكثير من الشهقات، تشعر بألم حاد يعتصر فؤادها، أحقا خطب ؟ أمسكت هاتفها من جديد وهي تطالع تلك الصور بتشويش أثر عباراتها التي تملئ عينيها أنه هو! من قضت معه عامين كاملين تتنقل بهم كالفراشة بين الأزهار، شعرت معه بالكثير من الحب والسعادة وبنَت أحلام كثيرة تجمعهما سويا، ذلك المستقبل الذي ربططه به!
ذلك المنزل السعيد الذي سيجمعهم سويا هم وأطفالهم!!
الكثير والكثير بنته معه وأنتظرت تحقيقه كثيرا.

كانت تشعر وكأن أحدهم قد صفعها بقوة لتسترد عقلها أخيرا، "علي" حبيبها الذي تمنته من بين كل الرجال هو فقط من آسر قلبها الآن يقف مع فتاة أخري تعانق ذراعه كتفها وهما يرفعان أيديهما أتجاه الكاميرا لتظهر تلك المحابس الذهبية لتعلن عن أقترانهم ببعض.

أغمضت عينيها بحسرة وقهر وقد كانت تشعر كما لو أنها تسمع تحطيم فؤادها الآن!
كانت غبية ومغيبة، لم تفهم أن إهماله لها وتركها بالأيام لا يسأل عنها ولا يحادثها ما هو ألا تهربا منها.
لم تفهم جميع محاولاته للهرب حين تأتي بسيرة تقدمه لخطبتها، كانت بريئة للغاية تنجرف فقط خلف مشاعرها، وها هي قد سقطت بالهاوية دون شفقة أو رحمة!

هو حتي لم يودعها لم يخبرها بالرحيل فقط رحل وتركها خلفه تحاول مرارا الوصول إليه، ولكن محاولاتها جميعا قد تبخرت فلقد تم أستبدالها بأخري.
وضعت رأسها على الوسادة تترك عبارات الخذلان والقهر تنساب على وجنتيها الرقيقتين، وهي تحتضن نفسها وقد تملكت منها تلك البرودة الشديدة لتصيبها بتلك الرجفة اللعينة.

★★★★★★★★

بينما هي تجول بالغرفة ذهابا وأيابا وللمرة التي لا تعد تهاتفه والنتيجة واحدة وهي أن هاتفه مغلق!

لا ليس القلق فقط بل الرعب قد داهمها عليه، أخذت ذلك الوشاح الصوفي فلقد بدأت برودة الخريف اللاسعة منذ ليال.

أتجهت نحو الشرفة لتلهف تلك البرودة وجنتيها، ضمت الوشاح جيدا على نفسها وألقت بعينيها تجول بها هنا وهناك عله أتي ويجلس بالأسفل، ولكنها لم تجد سوى "نصار" هو من يجلس على تلك المقاعد الخشبية التي تتأخذ شكل غصن شجرة كبير، همت للهبوط له فبالتأكيد جلوسه هكذا بسبب تأخر "حمزة".

همت لتهبط للأسفل وفور وقعت عينيى "نصار" عليها سألها بقلق ظهر جلياً على وجهه.
_ حمزة مكلمكيش ؟

تنهدت بحزن وهي تقول.
_ لا بحاول أكلمه كتير تليفونه مقفول، طلعت أبص من البالكونة لاقيت حضرتك قاعد قولت أكيد مستنيه.

_ أعمل ايه بس هيجيلي نوم ازاى وهو بره البيت لحد دلوقتي ؟

زفرت بشئ من الغضب والقلق معا على أفعال زوجها الغير مبالية لقلقهم وخوفهم عليه، كما خشت أن يكون أصابه مكروه ما.
تسارعت نبضاتها مع ذلك الهاجس حتي صدح صوتها بلهفة.
_ مش يمكن مع خالد ؟ انا معييش رقمه بس أكيد مع حضرتك، كلمه وأسأله هو أكيد يعرف.

عائـلة نصـار Where stories live. Discover now