وفـاة

482 21 4
                                    

الفصل الأول، الجزء التاني
عائلة نصار.

أبلغ عزيزًا فى ثنايا القلب منزلهُ
إني وإن كنتُ لا ألقاهُ ألقاهُ.❤️

بسم الله الرحمن الرحيم.

لحظة يتوقف بها الزمن وكل شئ، سكون مريب يعم الأجواء نعيًا لتلك المصيبة التى تهبط علي روؤسنا، تلك الفجاعة التي تلتهم قلوبنا وأرواحنا حين يأخذ الموت منا أعز ما نملك وكل ما نملك!

حالة من الصدمة والصمت التام تحتلان "داليدا " كأنها بعالم أخر غير عالمنا، وذاك المشهد يتكرر مراراً أمام عينيها.
حيث ذلك الغسيس " عدى " قام بأطلاق رصاصته قاصدًا بها " حمزة" حين كان يحتضنها يواليه ظهره ولكن تدخل "المنشاوي" بالأمر جعله يقدم روحه تضحيةً من أجل زوج ابنته، صرخة مفزعة دوت بالمكان بأكمله خرجت من "داليدا" التي أنتفض كامل جسدها فور رؤيتها لوالدها ملقي على الأرض ودمائه من حوله، بينما أسرع "حمزة" بتفحصه ورؤية نبضه كما أيضاً قام بمهاتفة الإسعاف و "عدى" كان قد غاب عن وعيه بعدما تسبب فى فقد روح ذلك الرجل المسكين.

بينما "حمزة" يحاول السيطرة على تلك الحالة التي داهمت زوجته، تلك الرجفة التي تملكت جسدها بأكمله وأنتفاضة قوية تسيطر عليها وعينيها الجحظاتان تكسيهم الصدمه بينما عباراتها تهطل دون توقف وبصمت لا تنطق بحرف مما جعل الخوف يزيد أضعافاً بقلب "حمزة" وهو يرى حبيبته بتلك الحالة المرزية، كما صدمته هو الآخر من تلك التضحية التي قدمها له ذلك الرجل الذى كان يوماً يخطط له بشتي الطرق للتخلص منه وإيذائه وها هو قد أفني المتبقي من عمره لأجله.

ولكن للقدر دوماً مشيئة أخرى، فلقد أراد الله أسترداد أمانته فرحل "المنشاوي" تاركاً ابنته تواجه تلك الحياة القاسية وحدها يتيمة الأب والأم والعائلة، فكم هي موجعة أن يصبح المرء وحده فجأة هكذا دون سند له يعينه بتلك الحياة، فَقد العائلة هو أشد أنواع الفقد وجعاً لصاحبه، فدائماً ما كانت "داليدا" تشعر بالوحدة تنهش روحها وتمزقها خاصة بعد رحيل والدتها وكونها لا تمتلك أخوة والآن قد تركها والدها أيضاً لتشعر وكأن الحياة تلفظها تخبرها أنها لا مكان لها بها ولا مأمن تلجأ إليه فلقد رحل السند ورحلت المحبة والحنان اللامتناهي وتبقي الوجع يمزق بالأرواح والوحدة تنهش القلوب.

بعدما دُفن جثمان "المنشاوي" كانت "داليدا" لاتزال بمنزل والدها بجوارها "حمزة" لم يتركها قط سوى فقط حينما تكفل هو بكل ما يخص دفن "المنشاوي" فقد كان حريصاً على ألا يتم تشريح جثته تكريماً لكبر سنه وعدم إلحاق الأذى به، كما "مريم" التي لم تفارق صديقتها أيضاً و"ميرال" نفس الشئ، ولكن "داليدا" كانت بعالم أخر لا تشعر بشئ كأنها مغيبة، فقط صامتة لا صراخ ولا بكاء ولا نحيب، أى شئ تعبر من خلاله عن فجاعتها المريعة ولكن لا شئ.

عائـلة نصـار Kde žijí příběhy. Začni objevovat