يوم زفاف تعيس

853 24 0
                                    

الفصل الثالث
الجزء الأول ' عـائـلـة نـصـار '

بـسـم الـلـه الرحـمـن الرحـيـم ♥️

هناك أحداث تمر علينا ولا نشعر أننا قد عشناها .

هذا تماماً ما يصف حال دليدة ، لا تشعر بأن اليوم زفافها ، بل وكأنها مغيبة عن العالم وعن ما يحدث .
تجلس جوار والدها ممسكة بكفها المرتجفة كفه كأنها عادت طفلة صغيرة تحتمى به من هذا العالم ، لا تستطيع رؤية شئ أو سماع شئ ، بل مشتتة ، ضائعة تشعر ببرودة بكامل جسدها ، لم تهتم بأن تتطلع لمن ستتزوجه بل شعرت بمقت وغضب تجاه مَن تسبب بكل هذا ، مَن أستطاع سرقة سعادتها وتحطيم آمالها .

بينما هو كانت عيناه معلقة عليها يطالعها بجمود أستطاع أن يرى خوفها بوضوح ، يرى تشبثها بكف والدها وكأنها طفلة تحاوطها الأشباح من كل أتجاه وهو مأمنها الوحيد ، أثر عباراتها بمقلتيها واضح للغاية ، وجهها الشاحب ونظراتها الخاوية ، كل هذا قد تمكن من ملاحظته ورؤيته فـ راوده شعور غريب جعله يفكر بما يفعله وهل هذه هي الطريقة لأخذ ثأره من والدها أم أنه يُخطأ فيما يفعله ؟

قطع تفكيره حث ذلك الشيخ له بأن يوقع على عقد زواجهم ، فعاد  من شروده وهو ينفض أى شئ يمكن أن يعوق تنفيذ مخططه ليتم أنتقامه كما أراد ففور توجهه بنظره للمنشاوي تمكن منه الغضب وأمتعضت ملامحه فأصبح توقيعه على ذلك العقد هو طريقه الوحيد للفوز على غريمه .

أنتهي من توقيعه للعقد بينما توجه الشيخ لها بأن توقع هى الأخرى ، هنا أزدادت رعشة كفها وتسارعت أنفاسها وهي تنظر بعينيها نحو الباب ، تنتظر قدومه تريده أن يأتى وينقذها من كل هذا ولكن لا فائدة طالت نظراتها نحو الخارج بينما طال الصمت والأنظار مترقبة توقيعها ، فهتف والدها بأذنها هامساً .
_ يلا يا دليدة يا حبيبتي أمضي .

طالعت والدها بعينين باكيتين ترجوه بأن ينقذها من كل هذا برفضه هو ، توسلت له بعباراتها لعله ينهض يفض كل هذا وينهي الأمر ولكن لا فائدة أيضاً حيث كرر والدها حثه لها بقوله .
_ يلا يا دليدة أمضي ، مينفعش كده!

بكت بشدة وتعالى صوت بكائها حتي نهض الشيخ هاتفاً بإنزعاج .
_ ده شكله جواز بالإكراه ، وأنا مقبلش بكده .
بينما نهض نصار أيضاً يهتف بقوله .
_ فى أيه يا عبدالله ؟ ، ممكن تفهمنى أيه اللى بيحصل ده ؟

توترت ملامح المنشاوي فلقد وضع بمأزق لا يعلم ما حل بأبنته فأصابتها حالة من الإنهيار ولكنه لم يستطع الضغط عليها أكثر وهو يرى إنهيارها هكذا فهتف قائلاً لهم .
_ لو سمحت يا شيخنا ، لو سمحت يا نصار أهدوا وأقعدوا ، هي بس متوترة وخايفة شوية .

بالفعل أحتضن أبنته وقد تشبثت به بكل قوتها ، فمسح على خصلاتها برفق هامساً .
_ متخافيش يا دليدة أنا مش هخليكِ تعملى  حاجه غصب عنك يا بنتى ، أنا مش هسيبك ، متخافيش .

عائـلة نصـار Where stories live. Discover now