٤|وُجُوم

557 49 20
                                    

_

السماء بدأت بالبُكاء كما أحس نديم، وإنَّ لوقع المَطر على النوافذ ألمٌ يستقرُ على صدره، يُذكره باليوم الذي
أخرجوا جثة والده من البحر، رغم الامطار والجو العسير
حينها أصبح لكل شيء في حياته، معنىٰ آخر.

تبقى أقل من عشر دقائق على أنتهاء العمل
الساعة أصبحت الحادية عشر مساءً، ظهره، رأسه، وحتى أصابع يديه، وكُل مكان في جسده يكاد يصرخ من الألم.

خرجَ من المطبخ، بعد أن أنهىٰ غسل الصحون
مُتجاهلاً الأحاديث الكثيرة ليس برضاه، بل رغمًا عنه
لأن رأسه لم يكن يفسر أي كلام، يسمعُ ولايكاد يفهم
لكن على الأقل اليوم أيضًا حصل على مبلغ أضعاف المبلغ في اليوم السابق، وهذا ربما كان عزاءه الوحيد.

لم يدخل بحوار أو حديث مع همام
وكان صدره بثقل أقل لكون الآخر لم يفعل.

دخل لغرفة تغيير الملابس، وخلع ملابسه
وأثناء فتحه لزر بنطاله، أرتفع رأسه ناحية الباب حينما سمع صوت فتحهُ، وأتسعت عينيه مثلما فعل الآخر.

بيّدق حدّق بصدره وبطنه وذراعيه والآثار البنية الواضحة فيها بشكل خطوط طولية، والآخر زفر أنفاسه الثقيلة، وخلع بنطاله بسرعة وضيق أزداد بينما الآخر لايزال يحدق بظهره وجسده بتعجب وجبين مقطوب.

«هل سترسم لي لوحة؟»
نطق نديم بهدوء وهو يرتدي بنطاله الرمادي.

«من فعل بك هكذا؟ هي تبدو قديمة أجل لكن يا إلهي!
نديم!»
الشفقة الواضحة بنبرة صوته خرجت مع ضحكة من بيدق، ونديم أرتدىٰ كنزته القطنية السوداء تجاهله.

«يبدو أن حياتك مُظلمة بالفعل، وحافلة بالأسرار!»
مرة أخرى نطق ونديم وضع هاتفه ومسجل الصوت الموصولة به سماعاته، وأثناء ما أراد الخروج، سُحِب المسجل من يده، ورفع رأسه ثم نظر بغضب نحوه.

«أمجنون أنتَ؟ ماهذه التصرفات! أعـده»
قال وهو يحاول الوصول ليد الآخر المرفوعة
طول نديم كان لايتجاوز المئة وثلاثة وستون
بينما الآخر كان طوله في حدود المئة وثمانين سنتمتر.

«ينتابني فضول دائمًا للأشياء التي تجعلك ترفض خلع سماعاتك من أذنيك، أسمح لي أن أعرف كي أطفئ فضولي»
قال بأستفزاز بينما نديم يحاول سحب ذراعه
وأثناء محاولاته التي يأس منها، هو لكم بطنه بقوة أستجمعها لفرط غضبه وتعبه وقرفه، والآخر دفعه بقسوة ليسقط نديم بسبب جسده خفيف الوزن، أنفاسه تسارعت، والالم أصبح يتضاعف، وصوت خطوات وعطر لم يكن نديم بحاجة أن يرفع رأسه أو ينظر ليعرف صاحبه، وأبتسم بسخرية حينما سمعه ينطق

لـولاكَ. Where stories live. Discover now