٧|أبعد القريبين

370 49 34
                                    

_
أتساءل كيف يملك الآخرون من حولي مزاجًا للضحك
كيف تتسع صدورهم لشيء غير الحزن؟
كيف ينامون ورؤوسهم باردة، بلا عذاب ولا الم.

-نديم

_______________

«ولكنك لم تذكر لي شيئًا! لم تخبرنِ بأنهم سيأتون
واهم واحد همام! أنت تعرف ما أسبابي، تعرف كل شيء
أطمئننت، وشعرت بالامان لكونك وعدتني!
ولكنك ذهبت وناديت الجميع تصنع حفلة ميلاد لهمام
بينما قابلني وغضب مني! وأفسدت عليّ كل شيء!»

كان نديم يصرخ غاضبًا ببيدق الصامت، مطأطأ الرأس
جالسٌ على الاريكة بينما الآخر واقف امامه ولم يتوقف عن الصراخ منذ أن خرجوا البقية، والذين حاولوا الحديث مع نديم ولكن المعني تجاهلهم، وعلموا أن التوتر ساد في الاجواء، وحفلة ميلاد همام فسدت، لذا خرجوا ولم يبقوا

«أهدأ نديم..»

«كيف أفعل؟ كيف؟ لقد رآني كاذبًا! أصافحه لايصافحني
أقدم التحية لاينظر بوجهي! لماذا فقط لم تخبرنِ إنه آتٍ»

«كنتَ نائمًا، جئت إليك لم يطاوعنِ قلبي لأيقاظك
ولم أنكث بعهدي لك، لقد حافظت علىٰ السر
حسبت أنك لاتزال نائمًا، لذلك لم أقم بمنع سيدي همام»

أبتلع نديم ريقه يضرب الارض وتنهد بيدق
يتأمل حاله المضطرب وتوتره، قبل ست شهور وجده صدفة، وقام بتعزيته بشأن والدته، والح عليه ليسكن معه، نديم لم يكن ليوافق على ذلك إلا بشرط ألا يخبر احد بأنه لديه، وخصوصًا همام، وخلال الفترة الماضية
بيدق تخلص من كل غضبه تجاه نديم، بل أحبّه وأعتاد تواجده، وصوته في المنزل، وأخذ يعامله معاملة حسنة
ونديم كان يحترمه فقط، ويساعده أغلب الاحيان
في التنظيف وغسل الملابس، وعدة اشياء أخرى
وقد تخلص كذلك من نفوره من بيدق، وأتضح له أنه يملك قلبًا نقيًا وصافيًا لكن تصرفاته المتهورة وغضبه وانفعالاته كانت تعطي لمحة شر لايوجد اساسًا فيه.

«أجلس، وأهدأ لنتحدث»

جلس نديم على الاريكة المجاورة وبيدق نهض ثم جلب بعد ثوان كأس ماء بارد، يقدمه له ونديم أخذه يشربه بسرعة، ريقه قد جف، وجسده كله متعرق لغضبه

«علىٰ أي حال، تأخر أو تقدم كان سيعرف
لابأس حقًا، يمكنك الحديث معه وأنهاء سوء الفهم»
تحدث بيدق محاولاً تهدأته ونديم رفع رأسه يحدق فيه
ثم أبتسم ساخرًا يهز رأسه ثم بلل شفتيه بمرارة

«لا أدري ماذا فعل لرقم هاتفي، لايمكنني الوصول إليه»

«حدثه علىٰ الواتساب، أو أذهب لمنزله قابله»

لـولاكَ. Where stories live. Discover now