٣|أنْ أتَذَكَر.

401 39 51
                                    

المَجروحونْ أولىٰ بالمحبّة.

-نديم

___________

لا تأمنَ لها، الحياة..
لأنها مثل أفعىٰ تلدغُك في اللحظة التي تأمن فيها لها
بلمحة جفن، يتغير كُل شيء ما كان بظنك إنه يتغير
تصبح الأمور رأسًا على عقب فجأة، وتسقط من عينيك
كُل الاشياء، الاشخاص، الرغبات، الأحلام، والدُنيا بأكملها

في تلك اللحظة التي ينطفأ في عينيك كُل ما أضاء
ويصبح النبضُ بوقعٍ مؤلمٌ لذلك الخائف بين أضلاعك
قلبُك المسكين، والمُرتجف خوفًا من وعلىٰ كُل شيء
ستهدأ الأمور بعدها، ويبدأ الضوء بالعودة شيئًا فشيء
حتىٰ تستعيد روحك العافية، وينجو قلبك من غرقه

فتكون تلك الشهقة..

شهقة الغريق عند خروجه من الماء..

شهقة نجاة..

كان هُمام قد عاد لنومه، بعد أن منحوه حقنة مُهدئ
ومنوم لكي تحظى أعصابه، ويحظىٰ هو براحة يحتاجها

أما رونق ونديم فقد تبادلا نظرات الكره والنفور
عند الطبيب الذي كان يشرح لهما ما يلزم
ويقدم التحذيرات، ولم يتغاضَ عن توبيخ رونق
التي أشتعلت أحراجًا وأسفًا، حينما أخبرها الطبيب
أن ما فعلته كان تصرفًا هو عين الخطأ، أن ترغمه
وتضغط على ذاكرته، وتسبب له أرباكًا ليتذكرها
كذلك.. أمر الصدمة التي القتها بوجهه..

كان صفوان قد خرج مـع الطبيب ليستفسر أكثر
عن حالة همام، صفوان الذي لم يكن يذُق طعم النوم
ولا هناء الغفوات، طالما أن الآخر بحال صعب كهذا
أضافة لحال نديم وتعبه وأرهاقه الذي أتعب فؤاده.

ظلت رونق جالسة بجوارها أخاها
الدموع تفيض بعينيها المنطفئتين
وأخاها يمسح على كتفها ويواسيها

بينما نديم نهض بأنفاس محتجزة في حنجرتـه
وقبل أن يخرج سمـع جُملتهـا.

«تخبرني أنني أشبه أمه، أنني تخليت عنه
ولكنني لم أفعل، لأن شخصًا ما دخل بيننا»

التفت نديم ناحيتها، يرفع حاجبًا وينظر ناحية أخيها
الذي يبادله النظرات شزرًا، ونفورًا.

«وهذا الشخص هو أنت»

أردفت رونق وتبسمَ مُستهزء بما قالته.

«لاشأن لي بهذا، أنه أمرٌ خاص بينك وزوجك
لذا أسمحِ لي سأخرج الآن»

«توقف عندك!»
نطقت وتنهد زافرًا أنفاسه
وبلل شفتيه مبتلعًا ريقـه

لـولاكَ. Where stories live. Discover now