٦|مَرَارَةٌ وصُدَاعٌ

538 49 21
                                    

أحيانَ كَثيرة يُقدّم لكَ الحُب والكَلمات التي بأمكانها أسعاد أي شخص آخر غَيرَك، لأنه أنت مُسْتَكْفٍ بتلك العيون التي تنظرُ لك بحدة، وتخفي الوِد باطنها
مُكتفِ جدّا بحديثها الذي لن تسمعه منطوقًا أبدًا.

-هُمام

___

توقفت السيارة عند المطعم، وترّجل نديم أولاً منها
يغلق الباب بقوة جعلت همام يهز رأسه يائسًا منه
ذلك اليأس المُحَبب الذي ترافقه أبتسامة سعيدة.

كان بأنتظار همام أن يفتح باب المطعم،  وإنها المرة الأولىٰ له بذلك، أن يأتي أول الناس ويرافقـه.

كان همام يفتح الباب الخشبي البني، وعيناه تحدق لعيني نديم الحادة، وحاجبيه الغاضبين، والوشاح الذي يغطي فمه وانفه، وأبتسم لرؤية شعره الاسود المتموج
وإنه لم يكن مصففًا كالعادة.

فتح الباب، ونديم دخل مباشرةً يتجه لغرفة التبديل
وأول شيء بحث عنه هو نقوده، ولم يجدها على رف المرآة كما ذكر كمال، وبحث عنها في الخزانة الخشبية
وبقية الغرفة قلبها رأسًا علىٰ عقب، تنهد وهو يخرج هاتفه وأتصلَ بكمال، وتأخر بالأجابة ليفعل قبل أن تنتهي المكالمة.

«أهلاً نديم، أعذرني كنت نائمًا»

«أين نقودي؟»

«تركتها لدىٰ سيد همام»

أغلق نديم المكالمة، وخرجَ مُتجهًا لمكتب الآخر

«أين نقودي؟»

«أي نقود؟»
سأل همام ببرود
يحاول استفزاز الآخر الذي لاينظر نحوه.

«لاتتَحمَّق هُمام! تركها كمال لديك في الأمس»

أبتسامة هُمام تتسع، وفتح  جارور مكتبه
والآخر ينظر بقلة صبر لحركة يداه وهو يلفُ المفتاح ببطء.

«صحيح!»

«نسيتها»

« آسِف»

« أمهلني لحظات»

نديم فاضَ صبره، وتم أستفزازه بنجاح
ليأتي ويقف بقرب هُمام، وأخذ المفتاح من يده
ليضعه في مكانه المخصص على الجارور، ويلفه داخله
ثم أنفتح امامه، ليتنهد نديم وأخذ النقود الموجودة
ثم خرجَ بدون حديث آخر،  بينما هُمام لايزال يبتسم بأتساع. ثم خرج يسحب الاغطية من فوق الطاولات، ويقوم بتشغيل المصابيح، ودخل المطبخ.

بعد دقائق
نديم أنهى أرتداء ملابسه، وخرج ليسمع صوت قلي في المطبخ،  دخل ثم كتف يداه يسند ظهره على الباب
يحدق بهُمام الذي كان قد وضع القبعة فوق رأسه، قفازات بيداه، وأبتسامة هادئة على وجهه.

لـولاكَ. Where stories live. Discover now