١٤|أرتِجافٌ وأعتِكافٌ.

536 50 249
                                    

الناسُ جميعُهم بكفة وهو بكفة.

-هُمام.

_________

بارت طويل،  ولم تتم مراجعته
نبهوني لو وجدت أي أخطاء💛.

أستمتعوا. 🏃
__________



مهما هرب نديم منه وركض حد تعب روحه
عند توقفه لأخذ نفسًا براحة يجد ما يهرب منه أمامه
وكأن كل الطُرق تؤدي إليه، ولا مفر منه مُطلقًا.

«أنزلني»
كرر نديم بهدوء متوتر لاينظر نحو وجه الآخر.

أستجاب هُمام وأنزله، ليُعدل الآخر معطفه وقميصه

«من أخبرك أنني أفكر بالانتحار!
أم أن عقلك اصابه الخرف»

قطب هُمام جبينه، دموعه تُبلل أهدابه وأجفانه محمرة
مثل بقية وجهه المُحتقن لونه.

«لقد رأيتك وأنت تـ...»

«لو أنني لا أذهب لجحيم آخر لكُنت القيت نفسي بلا تردد، لكن يكفيني جحيم الدنيا وما أعيشه»
نطق نديم بهدوء وتعب واضحان وأراد السير إلا أن همام توقف أمامه.

«أصعبٌ عليك مسامحتي؟ أيروق لك ما تراه مني؟
الذل، الانكسار، التعب كله، وعندما أبكي عليك ومنك
أيعجبك الأمر لهذه الدرجة وترغب بأستمراره، او انك أخترت هذه الطريقة للانتقام»

ابتلع نديم ريقه يحدق بدموع همام التي عاودت بالسقوط، الهواء البارد جعل انف همام محمر، وكذلك اجفانه، وأعلى وجنتيه.
وخصلات شعره تتطاير مع الهواء، نديم حاول التركيز بأي شيء عدا عيناه.

«تعبت وأنا أدعو، تعبت وأنا أصلي لأجلك
تعبت وأنا لا يمكنني النوم بسبب تفكيري بك
تعبت وأنا احمل ذنبي على ظهري، ولا يمكنني الاستمتاع بعيشي، ولا الانسجام مع عائلتي، وطوال الوقت أجدني ارغب بالاعتكاف والصلاة لاجل أن تسامحني!»

«اخبرني ما الذي توده بعد؟ ما الذي أفعله أكثر؟
تود أن أتوسل؟ تود أن أبكي أكثر، تود ماذا لأفعله»
أقترب من نديم الخائف، ونديم تراجع حتى لامس ظهره
سور الجسر، وأبتلع ريقه خائف من نظرات الآخر وغضبه

«هُمام..»
نطق بها يدفعه عنه بضعف فأبتعد همام خطوة فحسب
يرى أرتجافه وخوفه الواضحان، نديم يخافه
لم يتجاوز خوفه منه، لايشعر بالامان معه، ولايزال يكره أن تجمعهما مساحة واحدة.

«منذ وفاة والدي وحتىٰ الآن، أرغب بمسامحتك
لا تمضيِ عليّ ليلة، ولا ياتيني صباح إلا وهذه الرغبة تلتف حول أفكاري جميعها»

لـولاكَ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن