٥|لحظة ونبضة

423 39 45
                                    

لا أعاني فقدًا، ولا حُزنًا
لأنك معي وحولي أراك بكل وجه وبكل شيء

-نديم

___________

الأضاءة الزرقاء المنعكسة من الزجاج المتين كشف حيوانات بحرية جميلة بشتىٰ الانواع
كان المكان باعثًا للأسترخاء مُريحًا للأعصاب المشدودة بينما يسيران هما الثلاثة بتأمل كبير
هُمام وولداه، نديم ومؤيد..

المشاعر كانت رحيمة أكثر من أي وقت سابق
بشكل نادر، شعور الطمأنينة والرضا كان هناك
هُمام متأملا الصغيران أمامه،  نديم الذي يقف بجوار مؤيد ويحدثه عن الدلافين معلومات دقيقة،  ويعود هذا لكونه كان مدمنًا لتلك التقارير، وما يتعلق بعالم الحيوان والنبات

همام كان مستمعًا بحُب، متأملًا بلا ملل
وكأن لاشيء في حياته غير هذا المشهد
لم يكن يطمع بالكثير غير أن يدوم هذا الأمان
أن يكون الصغيران أمام عيناه بهذه البهجة.

نديم ساعده، وقربه من مؤيد من جديد
فلولاه لم يكن ليتذكر وعده بأصطحابه لهنا
والآن عندما رأىٰ حماس مؤيد الظاهر بعينيه
هو شعر بحجم المحبّة تجاه نديم تزداد.

أقترب منه وعانق كتفه وفزع نديم لوهلة
وأبتسم عندما رآه يبتسم إليه يبث في روحه
كل طمأنينة العالم، تنهد براحة بعد ذلك يضع رأسه على صدره،  يشد همام حوله بيده.

«أنت سعيد؟»
سأله همام بصوته الثقيل الهادئ
وأبتسم نديم يرفع رأسه ينظر اليه

«كلا»

قطب همام حاجبيه

«ما الأمر؟ هل هناك شيء؟»

كتم نديم ضحكته، ثم زم شفتيه
وأبتعد عنه بمسافة قصيرة، مكتفًا ذراعيه
ومرت ثوان حتى رفع وجهه بأصابع الآخر

«حدثني، أسمعك»

«أنا.. لست سعيد.. لأنني..»

«لأنك؟..»

«أنا لست سعيد، لأنه أنا نديم»
ما أن أكمل جملته حتى تلقى صفعة خفيفة
ناحية وجنته اليمنى، وضحكات تشاركاها بخفوت، يهز همام رأسه بيأس منه مبتسمًا.

«نديم السخيف»

همهم نديم ثم عاود الضحك بعدها

«مؤيد حبيبي، هل أنت سعيد؟»
نطق همام يسير إليه ينحني حاملاً أياه
ليصبح الصغير بحضنه، يلف ذراعيه حول رقبة والده الذي دفن أنفه بقميصه يشم رائحته،  في مشهد بدا لنديم كثير الدفء.

لـولاكَ. Onde histórias criam vida. Descubra agora