٤|بالشعورِ لا بالمسافةِ

353 48 61
                                    

ليتَ المنازل الخوالي من أحبابنا
تعيدُ لنا أصحابها مع كُل ذكِرىٰ وشوق

-هُمام

_

«لا أعرف أنا علامَ كُل هذا التحامُل في قلبُكِ تِجاهي!
ما الداعي خلف تصرفاتُكِ الأخيـرة رونق حبيبتي؟»

كانت المعنية تمسح دموعها بينما هُمام يحتضن كتفها، ماسحًا عليه، يؤذيه قلبه لرؤيتها بهذا الأذىٰ وهذهِ الدموع
ولايكادُ يعرف ما السبب وراء أقوالها القاسية وتصرفاتها
مؤخرًا، هي تربك سكون عقله كثيرًا، وتغضب أكثر دون أن تشرح الاسباب، وهذا شيء من أكبر الأشياء التي تُلقي بهمام في أحضان الماضي، والأنكسار والتساؤلات حينذاك

«أخبرت ذاتي إنـه بسبب طفلتنا، وهرومونات الحمل
وجدتني مُتفهمًا لكُل زلة ولكُل كَلمة ولكُل مزاج مُتقلب
تؤذيني بالافعال والاقوال حبيبة روحي وأصمُت لأجلك»

«ما الأمر؟ الم نتعاهد في بداياتنا أن تكون قلوبنا مفتوحة لبعضنا دائمًا، ألا نسمح للغضب والنفور بناء حواجز بيننا
بوحِ بما في داخلُك لعلي أذا علمتُ ما الأمر أساعدنا...»

«بسبب نديم»
نطقت وقُطِب حاجبيه بأبتسامة مُندهشة
وهي أبعدت كتفها عن ذراعه ومسحت دموعها.

«ما به نديم؟»
قال بأبتسامة أتسعت يتامل ملامحها
غضبها، حُزنها، وتعابيرها الباكية.

«أنه ضرتي!»

كتم ضحكته ثم أمسك كفيها
«أستغفري لربكِ.. ماكان أحدًا أو سيكونُ في منزلتكِ!»

تلاشت أبتسامته حينما سحبت يدها من بين يداه
وأزدادت خطوط جبينه تظهر لأنقطاب حاجبيه
تنفس زافرًا الهواء.

«أنظر لنفسك هُمام! لقد ذهبت للحلاقة
وعاد الدمُ في عروقك لسماع صوته فقط والاطمئنان عليه، بينما عشنا في جحيم في الشهور الماضية لانه كان غائبًا ونحن ندفع الثمن، أهملتنا، وأرهقتنا
وبعثرت الاجواء وكل شيء لأجله!»

أنفعالها بصوت مرتفع جعل عينيه تتأملها
تتفحص، تستذكر، ترىٰ.. وكأن أمه وهيئتها توشحتها!
التوتر ساد أجواءه، وهو أضطرب، يكره هذا بل ينفر منه.

«ما الغريب رونق؟
منذ زواجنا ونديم لايُفارق ذِكره لِساني»

«كنت ذكرت الله بحجم ذكرك أياه، كُنا أفلحنا!
كانت حياتنا ستغدو أفضل!»

أبتلع ريقه وتنفس بأجهاد.

«أستغفرِ لربك
وأجلسِ لا أحبُّ أن يرتفع صوت أحد عليّ»

لـولاكَ. Where stories live. Discover now