١٧|القُلوب الواجِفَة

688 50 80
                                    

أحببته في الله حُبًا خالصًا، لاشائبة تشوبهُ
لا نوايا خبيثة ترافقه، ولا مصالحًا تقف خلفهُ
أحببته أكثر لأنني كُلما رأيته ذكرتُ الله وسبَّحت بحمدهُ

-هُمام.

_______________

٦١٤٣ كلمة.
تصويت وتعليق يعبر عن رأيكُم بكل فقرة
تقديرًا للتعب والجهد المبذول لأجلكُم

أشربوا شيء تحبوه، وقراءة مُمتعة💛.
_______________

الساعة الواحدة صباحًا وأربعة وأربعون دقيقة.

هُمام كان قد أطمئن علىٰ حال مؤيد الذي أستيقظ وخرجت نتائج الاشعة المقطعية سليمة، دون وجود أي فطر أو أصابة بالجمجمة، ومؤيد كان بحال جيد، جعل فؤاد والده يبرد قليلاً، إلا إنه ظلَّ ينغزه بحرقة لأن نديم لايزال لم يستيقظ، وأتىٰ ليجلس بقربه، يتحدث إليه لعله يستيقظ، فالدكتور أخبره إنه مفعول المنوم قد أنتهىٰ، والآن هو نائم بأرادته، ولن يستيقظ إلا بها كذلك.

بينما نديم كان غارقًا في نومه، لايود الأستيقاظ
عقله يأمره بالبقاء هكذا، دونما أن يصتدم بأرض الواقع
فيجد ما لايطيق حمله، ولا يحتويه قلبه، ولاتتقبله روحه.

وهُمام أخذ يعبث بخصل شعره،  يُقلبها بأصابعه
ويبتسم لمرور ذِكرىٰ قديمة في تلك الشهور القصيرة التي جمعت كلاهما، حيث كان لحزام الجلد منها أكبر نصيب،  وللشكوك المدفونة بروح همام، وأخذ برمي بذورها في قلب نديم.

ورغم أنها كانت شهور قصيرة، إلا أنها أصبحت ماضي طويل ومرير من العذاب والذكريات الموحشة، والهلع.

فنديم حتىٰ الآن لايثق بأحد، وتنتابه الشكوك حول أي معروف أو جميل يحصل عليه مِمن حوله، ربما ماعدا العم بلال، لانه وجد فيه شيئًا من والده، الرأفة، وإتساع الفؤاد، وطيبة الروح ونقاءها.

ورغم أن نديم سامح هُمام وغفر له إلا أنه لايزال لايشعر بالامان الكامل معه، الامان الذي يجعله يبوح بمخاوفه
والحديث عن مشاكله، وحتىٰ أحلامه، الأمان لقول:
لا تذهب.

لايزال نديم يخشىٰ التوغل مع الناس، ويبتعد عن أي شيء يربطه بهم،  كما علمه هُمام فأن لكل شخص تقابله
سيكون هناك حيزًا له في روحك وقلبك وحتى عقلك
وإن طال الأمر وبات شخص تعزّهُ فءنك مُعرض أما للخيبة أو خسارتهُ، وستتكفل بأحزانه وهمومه ومشاكله
ولن تمر عليها مرور الكرام بل ستعيشها معه، وتتألم لالمه، وتسعد لسعادته وإلا فلن يكون العزيزُ عزيزك إن لم تفعل هكذا لـه، هُمام وضّح له إنه وجودك مع أحد
يعني أن عقلك سيكون مُسجلاً لكُل ما يبدر منه
وسيخزنها لتصبح ذكريات، وستتعذب بها دون نجاة.

لـولاكَ. Where stories live. Discover now