١١|يدفعُ الثمنُ غاليًا.

493 47 105
                                    

-

أتَفكر في حال الأنسان
وكم هو ضعيف.. تُميته ذِكرىٰ ويحييه عِناق!.

-نديم
_

كان هُمام قد دخل غرفته تُلاقيه زوجته التي قلقت
رأته وهو يُضيء الغرفة، شعره مُبلل وحاله مُبعثر

أقتربت منه واضعة يدها علىٰ صدره وقطبت جبينها لملمس لزج نظرت إليه فوجدت أصابعها قد أصطبغت بالاحمر.

«ما هذا؟ هل أصبت؟ ولماذا شعرك وملابسك مُبللة؟
من الطارق»

أحتضن وجهها بيده

«لاتخافي، إنه نديم وبحال سيئ
هل يُمكنك أخراج علبة الأسعافات لي»

همهمت وقبل أن تذهب أمسك بيدها

«وقومي بنقل الصغير لغرفة الجلوس
سأنقل نديم لغرفته»

«حسنًا، لكن أهدأ حبيبي! ما بالُك خائف!
حتى نفسك بالكاد تحصل عليه، هل أصابته خطيرة؟»

تنهد ثم بلل شفتيه، يشيح عينيه ثم أتجه لخزانة ملابسه يود أخراج لنديم منها بغاية تغيير ثياب المعني المبللة.

«كلا ليست خطيرة، لكن أتذكرين حينما تعرض لحادث
وذهبت للمُستشفىٰ ذلك اليوم،  لقد فُتح جرحه ونزف»

«لكن مجيئه بوقت كهذا أمرٌ...»

«رونق هل يمكنك الأسراع بجلب علبة الاسعافات
وأنقلي الصغير»
نطق بهدوء لايود أن يطيل الحديث بشأنه
لايود كشف ماضيه المترابط بوحشية معه
كان مبعثرًا وخرج مثلما دخل بسرعة يحمل ملابس بيده
وصندوق الاسعافات التي أخذها من رونق.

دخل حيثُ نديم النائم والمُرتجف بحال قد أذىٰ روحه
نائمًا علىٰ الارض، جلس على ركبتيه ثم رفعه بحضنه
وفكَّ ربطة رأسه، وكان النزيف قد توقف إلا إنه أحدث فوضىٰ عارمة بالجرح، ومنظره أقشعر له جسده
وهو يعرف نوعية هذه الجروح جيدًا، الجروح التي لا تغلقها غرز، ولا يمحي أثرها زمن، وتظلُ محفورة محملة بكل الالم وإن شُفيت وتوقفت عن النزيف.

أخذ يعقم جرحه، يراقب إغماضة عيني الآخر والمه
وحتىٰ دموعه وأنينه، وضعفه وأرتجاف جسده
وحاله يبدو إنه مترابط بحال نديم، فيداه أخذت ترتجف
وأطرافه أنتشر فيها الأرتخاء والضُعف، كما لو أنَّ طاقته جميعها نفذت.

معالجة جروح الآخر أمرٌ حديثًا عليه
فحتىٰ في الماضي لم يكن هُمام لينكسر حينما يرىٰ
آثار حزامه والدماء التي خلفته، لأنه يكون أشبه بمعزول عن الواقع، محتجزًا بعالم بعيد، وميت الشعور.

لـولاكَ. Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon