٦|درعك البشري.

373 40 35
                                    

لولا النجوم المضيئة التي في عينيه
لكانت حياتي مغطاة بظلامِ ليلٍ أبدي

-هُمام

_________________


العاشرة وأربعة وأربعون مساءً

الماضي ندبة في الروح وأن تعافىٰ المرء منه
تظل تلك الرعشة في الجسد وذلك الأنقباض
في القلب، حينما يتذكر ذكرىٰ شنيعة مضت

بينما نديم كان ساكنًا متوسدًا فخذ همام
واضعًا رأسه هناك ويثرثر بأشياء عدة
لم يكن الاخر يفقه ما يقوله حقًا لانه منشغل
بآثار تلك الندوب التي خلفتها ضربات حزامه
وأيُّ ضربات كانت! نازفة، تفصل الجلد عن بعضه، ولانه لم تتم خياطتها، ظلت بوسمها.

لايزال قاسيًا ومؤلمًا التذُكر، تمنىٰ همام لو
نسيَّ هذه السنوات التي حملت أبشع الذكريات
بدلا من نسيان الكثير اللطيف، والمُبهج برفقته

«هُمام تسمعني؟»
سأل الذي كان قد رفع أنظاره للذي كان شاردًا
تتحرك يده على ذراع نديم الذي قطب جبينه
وحينها أدرك ما الذي كان يلهي الآخر بالفعل

«دع الماضي يمضي، أود الحديث معك»
بادر نديم بالقول مبتعدًا عن الآخر
وطاقته بدت عالية جعلت جعلت أبتسامة مرهقة تُرسَم وسط وجهه مُتعب الملامح
وكم كان سلسًا جدًا قولها، لكن تأثيرها كان
عظيمًا في نفس همام الذي أحس بتفاهة شعوره وقرر تركه يذهب بتلك السهولة ويمضي مثل كل تلك الاشياء التي مضت.

«سأرتدي ملابسي لأكون جادًا»
نطق نديم بضحكة وأبتسم همام بوسع

«نديم لو أنك تحبني أقلع عن عادة التدخين»

«لا أحبّك، من قال لك هذا»
قال نديم بضحكة والتفت بعد أن أرتدىٰ تيشرت بني اللون، وعاد جالسًا أمام المعني

«واضح من ذلك الكوب
الذي تحتفظ به بخزانتك»
القى همام كلماته ليضحك نديم سعيدًا.

«ليتني تركت هذا مع ذكرياتك المنسية
ولم أخبرك به لتتمسك به هكذا، ندمت»

ضحك همام بصدق وجاء نديم ثم جلس جواره،  لأهمية الحديث ومدىٰ حساسيته
ولايود أن يرى وجهه، ولايود من الآخر كذلك.

«سأحدثك وبعدها يتوجب عليك العودة لمنزلك بلا أي نقاش وأعتراضات ستطيع»

مهما جالسه لايزال همام يندهش منه
متعجبًا من اسلوبه معه وجرأته في الحديث
«تقوم بطردي لو أنك تلاحظ»

«أعلم عزيزي، أنا أطردك»
قال نديم دون النظر ناحيته
ثم أبتلع ريقه مخافة من جرح شعور الآخر
ومتوترًا من الحديث القادم.

لـولاكَ. Where stories live. Discover now