٣|لَوُلاَه.

369 45 6
                                    

كُل شيء يدفعني للوقوف بلا حِراك
رغم ذلك لم أفعل، تجاهلت وكأني لم أسمع ذلك الصوت
الذي يصرخ بي أن أبكي أو أن أموت.

-نديم

_

اليوم التالي
الساعة السابعة صباحًا.

«إضافـة لمجيئـك كالمتسول إليّ قبل ست شهور
وقبلت بتوظيفك وأنا لا أعرف أي شيء عنك
أكتشفت أنك تدخن، وكذلك تشرد كثيرًا وسط العمل
والزبائن أكثر من مرة قدموا شكوىٰ لتعاملك الجاف
والأمس رأيت بلاغًا للبحث عنك! من أنت ومن تكون حقًا؟ هاربٌ من منزلك!  وأي ورطة أقحمت ذاتي فيها عندما رضيت بتوظيفك! وأنت مشبوه!»

منذ خمسة عشر دقيقة ونديم يحاول مع مدير المقهىٰ لأعادته للعمل، والآخر أنطلق بتوبيخه بلا توقف حد تململ نديم وضجره من الوضع.

«ماذا الآن؟ لماذا واقفٌ لاتزال أمامي غادر!»
صرخ بنديم الذي حك حاجبه بأظفر السبابة
ثم حدق بالرجل امامه الذي يتطاير شرر الغضب منه.

«يمكنك أن تغير وظيفتي لكن لا تطردني
من الصعب إيجاد عمل آخر، ولقد بحثت حتىٰ أرهقت
وأعترف أن لكَ فضلاً عليَّ حينما قمت بتوظيفي لديك
وأنا جئت بمظهر الهارب والمتسول صحيح، ولكنني لم أرتكب جريمة ولا سرقة ولا شيء،  بل أحترق منزلي وماتت أمي فيه، وأبي ميت منذ أربع سنوات
لا أقول هذا كي أثير شفقتك تجاهي، ولكن كي تطمئن إنني ليس لدي أي نشاط مشبوه أو أي عمل سيئ كما تعتقد، ولكن جاري قام بتقديم بلاغ لايجادي لانني اختفيت من الانظار بعد وفاة والدتي»

الحديث الهادئ كان يطوي خلفه أوجاع تهلك قلبه
عينيه المنطفئة والذابلة كانت تصرخ بالمعاناة غير المنطوقة، ورغم ذلك الرجل الذي امامه لم يغير نظرته
أو تزيل بعض من شكوكه، ولكنه هدأ ثم زفر أنفاسه وقال:

«سيكون عملك تنظيف المقهى بعد نهاية اليوم وكذلك المراحيض إذًا بدلاً من أن تكون نادلاً،  لا اود أن تكون مرئي للانظار أو تجلب لي مشكلة وإن كان لايعجبك غادر»

«لابأس حقًا..»
نطق نديم والآخر تأمله ثم تنهد.

«أذهب هناك ستجد شخصًا يدعىٰ عمار، تعلم منه»

همهم نديم وظل واقفًا لوهلة بعد مغادرة الآخر
وبعد ذلك هو أغمض عينيه يزفر تنهيدة طويلة

سار بالاتجاه الذي أشار إليه صاحب المقهىٰ قبل قليل
وجدَ المدعو عمار كان يمسح النوافذ والذي ترك عمله
يبتسم ببشاشة وجه ناحيته ونديم بلل شفتاه قبل أن ينطق.

«سأعمل معك، المدير عماد قال أن أجيء إليك لتعلمني»

أتسعت أبتسامة عمار، يهز رأسه
وقطب نديم جبينه حينما رأىٰ بأذنه سماعة
ولم يطول الأمر حينما أكتشف أن الآخر لا يمكنه الكلام.

لـولاكَ. Where stories live. Discover now