٨|أجيج

384 37 43
                                    

سيطحنك العُمر طويلاً لان قلبك نقيُّ مُرهف
عليك أن تشدد عليه وتربطه بالدعاء والقوة.

-هُمام

____________

كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة وثلاثـة وثلاثون دقيقة صباحًا، ولايزالان في الطريق
في صمتٍ كان يزعج نديم الذي كان منكمش
في مقعده، يكتف ذراعيه، وينظر ناحية قدميه

أما همام كان مشغول العقل بالقضية ونديم
متألم الروح، ومرهق الجسد بسبب تعب اليوم
والتوتر الذي حصل عليه وكل قلق أعاده هشًا
سرق نظرة للذي جواره، وتنهد زافرًا أنفاسه

«ستبيت عندي»

«خذني لمنزل بيدق»
أجاب نديم مباشرةً دون النظر
بنبرة هادئة ضجرة.

تجاهل همام الرد، والتفت يده علىٰ عجلة القيادة، تستدير السيارة بأتجاه الحي.

ضاقت أنفاس نديم بأدراكه المكان
والتفت ناحيته عندما أوقف السيارة
عند منزل همام المضيء بينما جواره منزل نديم المُحاط بالظلام الموحش للروح.

«هيا نديم لا تطل..»
نطق همام

«ما الذي لا تفهمه؟ أخبرتك أنني أريد الذهاب لمنزل بيدق، إذ لم توصلنِ سأذهب أنا بنفسي»

قال تزامنًا مع فتحه باب السيارة
ولكنه تأوه متأفأف بسبب سحب الآخر لذراعه
جاعلاً كتفه والمه يتفاقم.بشكل أوجعه أضعاف

«يجب أن أصطحبك غدًا لرؤية كتفك
لكن نديم أنا برأس يؤلمني فلا تزد بعنادك»

«دعني وشأني، سأذهب ليرتاح رأسك»
نطق يود فتح الباب لكن همام أوصده بزر.

«أفتح! وإلا لن يعجبك ما سأفعله»

ظل همام ساكنًا، ينظر له بعتب مرهق
تؤذيه نظرات النفور تلك والقسوة بالنبرة

«أفتح»
نطق نديم وهو يحاول فتحه لم يتمكن
كلما حاول يعاود همام أغلاقه.

«ما خطبك نديم؟ برأسك عقل؟
أنظر لما عشناه هذا اليوم، ولقد تأخر الوقت
وأريدك أن ترتاح عندي وأطمئن عليك
وغدًا نتحدث بكل ما يجب»

«لا أريد»
نطق نديم بأرتجاف نبرة غاضبًا.

«هل لانني أدخلتك السجن؟»

صمت نديم ولمعت عينيه ببريق شفاف
بلل شفتيه وأستدار عنه، يعاود عقد يداه

«أنت تعرف أن هذا لصالحك، لو لم ندخلك كانت ستكون الامور أسوأ عليك ولن...»

لـولاكَ. Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang