٨|لا يُشفىٰ غَليِلهُ

473 44 31
                                    

يا له من أبتلاء غير مكروه
فلا أحدِق بأحد إلا وجدتني أراهُ في كُل الوجوهِ
ولا صوتٌ ولاضجيجٌ يمنعني عن سماع كلماته برأسي
يا ليت كُل جُلاسي رحلوا، وظلَّ يجاورني هو.

-هُمام

_

«عُدت لأجلك
أعتبره أول طلب أنفذه في سبيل أن تسامحني»

كلمات هُمام جعلت أبتسامة غير مرئية تظهر في وجه الأصغـر، رأسه المنخفض، يداه التي أرتخت في جيوبه
سرعان ما لملم شفتيه، ورفع رأسه يزيل قلنسوته كاشفًا عن شعره المتموج بسلاسة والذي لثقل خصلاته  لم تحركه الريح الباردة.

فتح الباب ثم ركب بلا كلمات، يقابله جو السيارة الدافئ
وعلى غير العادة، هو شعر بالدفء هذه المرة يحتضنه
بل وسعادة غامرة لمعت بعينيه لأنتصاره من بعد خيبته

تنهيدات الآخر، وتوقفه بسيارته دون حركة حتىٰ بعد أن أصبح نديم داخلها، طرق أصابعه البيضاء الرفيعة على عجلة القيادة المغطاة بفرو أسود حولها،   وصوت أنفاسه المضطربة،  كل هذه العلامات جعلت نديم يتقافز فرحًا من الداخل دون أن ينظر للآخر فهو شعر بتلك الهالة الغاضبة والسحابة السوداء والصواعق التي تضرب رأس همام، أو هكذا خُيّل لنديم لفرط أستمتاعه.

«الن تخبرني أين تود الذهاب؟»
سأل هُمام ونديم بلل شفتيه
الضحكات متراكمة في حنجرته، لذا سعل قليلاً وتنحنح
ليعيد أتزانه، ثم نطق دون النظر لهمام، وأبتسامة كانت تتسع من دون توقف أو سيطرة.

«لم تسألنِ لأفعل»
نطق نديم ببرود لاذع، أستفز الآخر بنجاح
خاصة بعد أن أعاد طفله وزوجته للمنزل
وجعله في موقف صعب لايحسد عليه
وهذا جعل نديم يعرف في قرارة نفسه
بمقدار تاثيره على همام، وسيطرته عليه.

«والآن فعلت! هلاّ أجبت؟»
محاولات همام في كبح غضبه
واضحة جدًا امام نديم الذي لاتغيب عنه تلك التفاصيل
لا حدة الصوت وسط الهدوء، ولا أدب الكلمات في قسوة النبرة، لم تغيبا عنه.

«حسنًا، سِر بالأتجاه الذي امامك
عندما يتوجب عليك تغيير المسار سأنبهك»
نطق نديم بعد أن أعتدل في جلوسه
وهُمام حرّك سيارته، ولم تمضِ بضع دقائق حتىٰ رن هاتفه، تضيء شاشته بمكالمة أنتهت دون إجابة،
ليسرق نديم نظرة نحو هاتفه
كانت الخلفية صورة أبنه مؤيد والذي كانت ملامحه آسرة بحق!، وبشوش وظريف الابتسامة.

ولم يغيب عن عيني نديم التي سرقت نظرة لهوية المُتصل قبل أن ينتهي الاتصال دون أجابة الآخر عليه
كانت زوجته، سجلّها-رونقي-.

مرة أخرىٰ عاد هاتفه يرن، ورفع هُمام الهاتف يجيب
متمسكًا بيده الأخرىٰ عجلة القيادة.

لـولاكَ. Where stories live. Discover now