١٠|مُدللٌ ولهُ مَايَشاء.

583 45 106
                                    

-

يُلقي عليّ عذابٌ في عتابٍ
فتراه روحِي ثوابٌ في عقابٍ
أواسيه بصبري وأسنده بثناء
يُقابلني بصدٍ وكُثر جفاء
لو طلبَ عُمري قدمته فداء
مُدللٌ ولهُ مايشـاء

-هُمَام

_

كانَ نديم يقف في مكتب هُمام، بأنتظار بيدق
والذي حينما أتىٰ رمىٰ نظراته الحارقة لنديم
والأخير كان بمزاج سيئ ولاينقصه توتر إضافي.

أراد لكل شيء أن ينتهي
لكن أنصياع هُمام يزيد الأمور سوء..

«أعتذر من نديم»
نطق همام بينما تلاقت عيني نديم بعيني بيدق
الذي تجعدت ملامحه وأرتفع صدره وأنخفض بتزامن سريع موضحًا غضبه.

«لم أفعل شيء لأعتذر عليه»

أبتسامة مصدومة ظهرت على وجه نديم
وعُقدة تشكلت بين حاجبيه، ثم نظر بأتجاه همام
وبعفوية كبيرة حرك حاجبيه للأعلىٰ،  وهمام لم يستطع أستيعاب رد الفعل الظريف من نديم لوهلة، حتى تنهد.

«لقد ضربته حتىٰ فُتحت تلاثة غُرز من جرحه! وقبلها تسببت بأخراجه من هنا غاضبًا وبجو ممطر جعله يرتكب حادثًا لولا لطف الله ماكان سينجو، قبل ذلك دفعته على الارض وتجاوزت حدودك معه، ما الذي تبقىٰ يا بيدق ولم تفعله»

ملامح نديم عادت لبرودها، وأنفاس ثقيلة يزفرها بتعب
لايود أستمرار النقاش أو الإطالة به، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر ببيدق، ورغم عدم رغبته بأذلاله أو حتى الانتقام منه، والرد عليه، بعد وقاحته وإنكار فعلته
هو أراد أن يرىٰ رد فعله حينما يخبره هُمام بأنه طُرِد..

«لأن نديم يكرهُك ويحفُر لك من وراء ظهرك حُفرة لتسقط بها حيثما تأتمنه، ولأنه يستمر بأخباري أن لك وجهًا آخر، ويُحرضني علىٰ التوقف عن محبتك والنفور منك،  والآن تسبب بجعلك تكرهني، ونال مبتغاه بعد أن أستفزني كثيرًا ليخرجني عن صبري»

خلخل نديم أصابع يده بشعره، ثم تقدم جالسًا علىٰ ذراع كُرسي همام،  يُنهي المسافة التي كان يحذره من تجاوزها، ثم يحرص على أن لايحدث تماس مع المعني
ولف ذراعه حول كرسيه من خلف ظهر همام..

ونظرَ لنديم ببرود، وأبتسامة على شفتيه
بينما همام لايزال صامتًا لا رد فعل يُقرأ علىٰ ملامحه
مُتنعمًا بالهالة الهادئة التي أحاطته بسبب رائحة نديم
رائحة هادئة إلى أبعد حد، ولم يتمكن من تفسيرها
حينما طرق نديم بأصابعه على كتفه ليستدير ناحيته
تتواصل أرواحهما المتشبعة بالخوف لثوان قبل أن يرفع نديم أنامله الرفيعة والطويلة جاعلاً منها حاجزًا ليهمس بأذن همام شيئًا جاعلاً من بيدق يقف بعينين متسعتين
لانه يرى تجاوز نديم، وسكوت همام دائمًا..
يود أن يعرف السبب وراء تلك الطاعة..

لـولاكَ. Where stories live. Discover now