٥|اِجتِثاث.

319 52 25
                                    

_

لا بإمكانك العودة، ولا بإمكانك المُغادرة
ستظلُّ عالقًا هكذا بين الاشياء تتوه وحيدًا
ولأن كُل الايادي الممتدة ليست يد عزيزك
لن يتمكن أحد من أرشادك وأنتشالك خارجًا.

-نديم

_

«رُدّت الروحُ علىٰ المُضنىٰ معك
أحسنُ الأيامِ يومٌ أرجعك»

~

«مرَّ من بُعدِكَ ما روَّعني
أتُـرىٰ يا حلوُ بُعدي روَّعك؟»

~

«كم شكوتُ البينَ بالليلِ إلىٰ
مَطلعِ الفجرِ عسىٰ أن يُطلِعك»

~

«وبعثتُ الشوقَ في ريحِ الصبا
فشكا الحُرقَة مما أستودعـك»

~

«يا نَعيمي وَعَذابي في الهَوىٰ
بِعَذولي في الهَوىٰ ما جَمَعَك»

~

«أَنتَ روحي ظَلَمَ الواشي الَّذي
زَعَمَ القَلبَ سَلا أَو ضَيَّعَك»

~

«مَوقِعي عِندَكَ لا أَعلَمُه
آهِ لَو تَعلَمُ عِندي مَوقِعَك»

~
«أَرجَفوا أَنَّكَ شاكٍ موجَعٌ
لَيتَ لي فَوقَ الضَنا ما أَوجَعَك»

~

«نامَتِ الأَعيُنُ إِلّا مُقلَةً
تَسكُبُ الدَمعَ وَتَرعى مَضجَعَك»

كانت تلك أبيات أحمد شوقي، تم تشغيلها بالمقهىٰ
أثناء مجيء هُمام إليه، والذي يعرفه مدير المقهىٰ
ويعرف محبته للشعر، والقصائد، وقد أعتاد علىٰ أختيار هُمام للقصائد القديمة المُغناة أو الموشحات ليتم تشغيلها في المقهىٰ، مؤخرًا هُمام كان كثير المجيء لهُنا غير عالمًا بوجود نديم هُنا، ولكنه يأتي بالعطل، أو حينما يشاء بالجلوس مفرده دون أزعاج أو أرباك، منذ أن جلبه بيدق في المرة الاولىٰ لهنا، وهو منذ ذلك الحين مُعتاد علىٰ هذا المكان، لكن لم يصادف أبدًا نديم، ولا الآخر.

كان المعني يمسح مع عمار ممرات المقهىٰ الخلفية
بمعزل عن الناس، ووصل إليه صوت الاغنية
نديم ليس بمحبٍ للموسيقىٰ والأغاني لأنه يراها بشكل أو آخر أجهاد للنفس وذنوبٍ مُحملة بالحزن والسلبية
ولكن الآن كلمات الأغنية كانت بلا موسيقىٰ، واضحة وهادئة كما لو أن مغنيًا يغنيها في المقهىٰ حالاً..

كلماتها لامست روحه، وذكرته بهمام مباشرةً
غير عالمًا بأن المعني هو من قام بأختيارها
مؤخرًا في الشهور الأخيرة، كانت تأتي أوقات يسمع للشيء ذاته، كلمات بنفس الوزن وبنفس المعنىٰ
أغاني مختلفة عن كل الاغاني، لا صوت آخر غير صوت الذي يغنيها بصوت شجن مؤثر، وكان نديم يميزها
بل ينتظر أحيانًا لأيام وأسابيع للمرة التي يتم تشغيل بها النوع الذي فضله وأستساغته نفسه.

لـولاكَ. Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt