١٣|النَدَم المُر.

438 47 32
                                    

تمنيت لو كُنت أباهوأخاه، أو صديقه الأقربلمسحت دموعه قبل هبوطها علىٰ وجنتيهلضمتته قبل أن يزفر تنهيدته الحارةلأحتويته بين الضلوعِ إذا ما شكىٰتمنيت لو كُنت ملتحم معه التحام العظم باللحمتمنيت الكثير، ولكن كل شيء وقف بيني وبينهولا الزمان زماني، ولا الم...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

تمنيت لو كُنت أباه
وأخاه، أو صديقه الأقرب
لمسحت دموعه قبل هبوطها علىٰ وجنتيه
لضمتته قبل أن يزفر تنهيدته الحارة
لأحتويته بين الضلوعِ إذا ما شكىٰ
تمنيت لو كُنت ملتحم معه التحام العظم باللحم
تمنيت الكثير، ولكن كل شيء وقف بيني وبينه
ولا الزمان زماني، ولا المكان مكاني.

-نديم

_____________________

الطريق بدا أطول من المتوقع، والندم بدأ ينتشر في دواخله، ينبضُ برأسه الذي يكاد ينفجر لأذىٰ صُداعه
يود العودة، يود التراجع، يكاد يشعر بالأرتباك الكبير
ولكن صفوان المُتلهف والذي لاتنقطع أحاديثه لايترك له فرصة للتفكير بالعودة وأحراجه.

بينما يتفاعل مع المعني ببال شارد، كان يحاول الوصول لهاتف همام الذي لايجيب عليه، وعندما أتصل وجده مغلقًا،  وهذه ليست من عاداته إلا حينما السفر
ولكن نديم وضع أحتمالاً بعقله إنهم خرجوا كعائلة وهو مؤخرًا بات يعلم كم أن همام يُقدّس عائلته ويعطي وقته لاجلهم، رغم أنه كثير الانشغال ولديه عائلة هُمام لم يترك المحاولات لأخراجه من مزاجه السيئ وظلَّ لديه وخفف عنه، ونديم لايمكنه نسيان هذا، بل قلبه يكاد يكون بخفة ريشة كلما تذكر تفاصيل الايام الأخيرة برفقة المعني

كان يشعر أنه علىٰ أستعداد لرؤية العالم معه
وترك كُل شيء لأجله، والبقاء جواره دون التحرك
وأبتسم بأحراج حينما ناداه صفوان

«أعتذر، كنتُ شاردًا»

«الدُنيا لا تستحق أن يغيب نور وجهك تعبًا بسببها»
نطق صفوان ثم تنهد بعدها ونديم همهم.

ثم أبتسم بعينين لمعت بطبقة رقيقة من الدموع

«ولكن تستحق أن نفكر بشأنها لو كان فيها أشخاص نحبهم،  أشخاص نتمنىٰ مُعانقتهم دون أنفكاك..»
نطق نديم وهمهم صفوان ثم تعكر صفو مزاجه
وتلاشت أبتسامته، ليخشاه نديم وأعتدل في جلسته.

«هل قلت شيء أزعجك؟»

أبتسم صفوان ثم مد يده يربت على وجه نديم

لـولاكَ. Where stories live. Discover now