١٦|غَرابِيبٌ سُودٌ.

484 50 122
                                    

أود إستعادة تلك اللحظات التي كنت فيها سعيدًا
وحينما تصبح بين يداي، لن أعيشها سأستمر بالحزن
كيلا أدفع ثمن ذلك السرور القصير المؤقت
وبطريقة فاجعة.

-نديـم.

____

كان نديم يقود بأعين ملتهبة مثل صدره
دموعه تكاد تعيد له حادث ذلك اليوم
ولكنه ينحني برأسه يمسحها بكنزته
ثم يعاود القيادة يتبع سيارة همام المسرعة
ويهمس بنبرة باكية.

«يارب سلّم، يا رب سلّم»

وحينما توقفت سيارة هُمام أمام المُستشفـىٰ
أوقف نديم دراجته بسرعة، المطر يضرب رأسه
وتزداد شهقاته بردًا وخوفًا عندما ترّجل هُمام
بخطوات متعثرة، حاملاً مؤيد بحضنه، دماءه أغرقت معطفه البني، ولوثت قميصه الأزرق.

تبعه نديم بسرعة، وتم أدخال مؤيد للطوارئ
يقف همام في الخارج بيدان ملوثة بالدماء
يسحب خصلات شعره ثم يمسح على وجهه
ملوثًا أياه، غير عالمًا بشيء، وزوج أخته يحاول تهدأته
ولكن بلا نفع.

تقدم نديم بخطوات خائفة وقلب وجل

«هُمام.. لا تخف.. سيكون بخير»
نطق بأرتعاش صوت

وأقترب همام، ثم أنحنى بطوله يعانقه
أتسعت عيني نديم متفاجئًا، وخمن ربما رونق لم تخبره بشيء عدا أن أبنهما تعرض لحادث.

أمتدت يداه من تحت ذراعي همام، وقبل أن تستقر على ظهره ابتعد همام بأعين ملتهبة، وأحتضن وجه نديم بيده حد شعور الآخر بلزوجة الدماء.

«أرجوك.. أدعِ لمؤيد، لعلك إلى الله أقرب»
نطق ثم أبعد كفه، ونديم حدق به بأعين فائضة

«تالله منذ أيام طوال أدعي له»
لمس همام انكساره، وأرتعاشه
ورغم أنه لم يفهم جملته وعقله مشوش
إلا أنه لاحظ أن الآخر غارق من اعلاه لأسفله
ويرتعش بردًا، ملتصقة خصلات شعره بجبينه.

«علامَ أتيت! ستمرض!
لا أحتمل أن يُفجع قلبي فيك أيضًا»
نطق تزامنًا مع خلعه لمعطفه
والبسه لنديم الذي بكىٰ لرأفة الآخر به
وحينما وصل انفه عطر همام من معطفه وحل به الدفء.

«لم أتمكن من الانتظار بقلق،  كنت أستمع لتسجيلاتك، ومظلتي فوق رأسي وسماعاتي بأذني،  لا أزال في البداية حينما أحسست بوجود حركة غريبة وغير طبيعية، وعندما التفتت وجدت أن منامي بات حقيقة»

«أي منام؟»
سأل همام بجبين ظهر فيه خطين صغيران
لأنعقاد حاجبيه لرؤية أنهيار الآخر بالبكاء
مخبئًا وجهه بين كفوف يداه، بحالة من الهشاشة والضعف،  فسحبه من يده يشد عليها برحمة

لـولاكَ. Where stories live. Discover now