١٢|فَرائِسُ المَاضِي.

516 44 165
                                    

مهما كُنت بارعًا
في التعامُلِ مع الحياةِ وظروفها بأختلافِ أنواعَها وأزمانَها وحجم أذاها، هُناك ما لايُمكنك التعامُل معه ولا إصلاحه
أشياء تظل كما هي إلى الأبد، مُحتفظة بوجعها داخلك.

-هُمام

-

مضت أكثر من دقيقة والجو مشحون بالتوتر الصامت
بالنسبة لهمام الذي ينتظر من نديم أن ينهض، والأخير لايزال مزعوجًا من كُل شيء خصوصًا الحلم الذي رآه
وماتسبب به من شعور بارد يثلج صدره ببردٍ كان غريبًا
غير مكروه، ومُحمّل بالراحة، وأن أدراك إن هذا  بسبب هُمام يزيد من أزعاجه أكثر.

«ألن تنهض؟ سيبرد الشاي»

«خُذ لي طريقًا، أود الذهاب..»

قاطع حديثه بسرعة.

«لكنك أخبرتني أنك ستبقىٰ إذا أخـ..»

«لا تكُن لحوحًا، ولاتقاطعني في حديثي
أردتُ أن أتوضأ لأصلي الفجر بعدها أتناول الفطور»
نطق بأنزعاج واضح في ملامحه، وأنعقاد حاجبيه
وهمام دلك رقبته محرجًا يسبقـه.

«تعال»
ناداه، ونديم خرج خلفه، ولم يمنع نفسه من تمعُن تفاصيل منزله التي يراها لأول مرة بحياته، أحدىٰ أمنياته القديمة الدخول لمنزل الآخر، يبدو الآن مثل حلم جاء بعد أنتهاء الشغف فيه.. منزل الآخر ورغم فخامته وروعته إلا أن لا روح فيه، يعطي الانسان شعورًا بالبرد، والضجر وهذا ما أحسه نديم يزداد اختناقه وهو يشد على بنطاله كيلا يسقط.. أغلق باب الحمام على نفسه، يتنهد وهو ينظر لنفسه في المرآة.. ملامحه مرهقة بوضوح، عيناه ذابلة
وضماد يعتلي جبينه يرفع رأسه، أخذ يلمسه بيداه
همام من ضمد جرحه، ولكن بقية الجروح التي لاتصلها يده كيف سُتضمد؟

دار بعقله هذا التساؤل سريعًا قبل أن ينتقل بعينيه في ارجاء الحمام بحثًا عن مطلبه، وحينما جاءت عينيه نحو برنص رجالي رمادي اللون، تنهد وهو يتجه إليه، ينتزع حزامه القماشي منه، ثم أخذه يضعه فوق البنطال، يربطه حول خصره جيدًا بعد أن طواه مرتين ليثبت أكثر، أنزل بعدها كنزة همام التي يرتديها،  وتنهد يتجه ليغسل وجهه ويتوضأ..

بعد إحدىٰ عشر دقيقة
كان نديم قد أنهىٰ صلاته في غرفة مؤيد
وبعدها نهض يطوي السجادة التي جلبها لاجله همام.

نهض ثم جلس على الارض  يقابل هُمام الذي كان بأنتظاره  وقد سخن الشاي مرتان بعـد أن بـرد.

«إن كُنت تود أود أيقاظك لأجل صلاة الفجر كُل يوم والمرور عليك والذهاب سويًا للمسجد»
قال وهو يصب الشاي.

لـولاكَ. Where stories live. Discover now