-
مُحال أن يكون أحدًا بمثلِ مقامك في القلب
وحاشا لبشرٍ أن يُنافسك في المحبةِ والقُرب
-هُمام
-
كان نديم يتحدث مع همام ويتناولان الطعام
أحاديث دمرّت قلب نديم، هشمته، أعادته للمُر
كيف يخبره أن مايتحدثان عنه مضى وولىٰ
ولم يبقَ إلا الحنين، والندم، والألم، والحسرة
حسرة على مافات، حسرة على كل اللحظات
التي ذهبت متسللة من بين أيديهم وسُلبِت للأبد
كيف يخبره أن أبيه مات ولاتزال قضية موته لم تُحل
كيف يشرح له شعوره وحاجته له آنذاك، كيف يخبره؟
كيف يحكي له ويقص حاله عندما ودع والدته فجرًا
عندما أحترقت كلا مصابيحه وذهبَ منزله معهما
كيف له أن يحكي لوعته؟ والذي أمامه لايتذكر شيء.
أتت أخت هُمام من قبل هذا، وعانقته باكية
عرفها ولم يكن لها منكرًا ولكن لو جلبت أطفالها معها
لما كان قد تعرف عليهم لانهم كانوا أغلبهم في السنوات السبعة الأخيرة، أحس بالأمان لمجيئها وتحدث معها
كثيرًا، ومسح دمعها، وخفف عنها، وأخذها إليه يضمها
وسألها عن طفلها الرضيع وأول اولادها، جاهلاً أنه تخطى السبع أعوام عمره الآن..
بينما نديم كان قد خرج حتى ذهبت ريام وعاد للداخل
لان همام قام بالنداء عليه، وأخذوا يتناولون الطعام ويضحك همام لتصرفات الآخر العجيبة بنظره!
كيف له أن يكون هكذا جريئًا ولا يخجل من مناداته بأسمه، بل وينتهك مساحته الشخصية، ويعانقه كثيرًا
ويتمسك بيداه، ويُقبل وجنتاه، ورأسه، ويبعثر شعره
أحس همام بالتوتر، لايزال لايعرف مصابه وتفاصيله.
والطبيب لم يمانع بذلك، ولكن طلب أن يتمهلوا معه
وأن يسردوا عليه الاحداث بشكل رحيم لافاجع
ويقوموا بتذكيره بالاساسيات في حياته مثل زوجته وطفله، وأصحابه، وعلاقاته، وعدم ذكر ماذهب ومات وأندثر، كيلا يصاب بصدمة نفسية وهو أستيقظ حديثًا..
«نديم هل لك أن تأتي عزيزي؟»
ناداه صفوان الذي كان يقف عند الباب
وهمام تبادل نظرات صامتة معه ولقربه من نديم
لكون أن الأخير أبتسم له بدفء ناهضًا بسرعة من السرير، متجهًا إليه، ولكن ذراعه ثُبتت بواسطة قبضة همام، التفت نديم للخلف وأبتسم بأرتباك واضح
يخشى أنه تسبب بأزعاجه دون أدراك
«آسف، لن أتأخر، سأرى ما يود وأعود»
«من يكون؟»
نطق همام بهدوء ينظر لعيني نديم المرتبكة والمشتتة
وهمهمة من نديم فقط تدل على بحثه لجواب.
«أنا قريبه»
نطق صفوان ليلتفت همام ناحيته
«ولكن لم أراكَ من قبل»
YOU ARE READING
لـولاكَ.
Romanceأخبرتُ ذاتـي دائمًـا إنني نكـرة بلا قيمـة، أو أي أهميـة لوجودي وزيادة عددًا لكن أتيتَ أنتَ مِثل لحظة شروق الشَمس، مِثل هطول المَطر وأدركتُ إنني لَولاكَ، لبقيتُ بين السوادِ غارقًـا. (برومانس) تنويه: غير مُناسب⚠️ لمن يعاني من اكتئاب، عدم أستقرار نفس...
