٧|في ظلِ الله

367 39 28
                                    

مُقتَبسة منك، هذه النسخة القوية مِني.

-نديم

________________

الساعة الثانية وواحد وعشرون دقيقة
بعد الظهيرة

عاد نديم لمفردهِ وأفكاره بعد وقت سعيد برفقة همام والاصدقاء في المطعم، إلا أنه أخرج لغاية في نفسه لم يكن يدركها، لكنه كان يبتغي الخروج والتنفس بعد أن أصابته أفكاره
بحرمانه من أستمرارية هناءه وشعوره السعيد.

كان نديم يسير  مشغول العقل بأشياء عدة
وأهمها قضية عائلته، أنتحار والده وموت أمه
ومخاوفه جميعها كانت تخص أحبته المتبقين
هُمام، ورفاقه، يعرف أنه لا أحد قريب منه بحجم قرب همام إليه، وهذا يجلب الخطر له.

مرتديًا تيشرت أحمر نصف أكمام وبنطال أسود
قبعة سوداء تغطي شعره، وعيناه تحدق بهاتفه
الهاتف الذي قام بيدق بشراءه له كهدية وتحمدًا لسلامته بعد الحادث الأخير ولم يرضَ بأخذ أجرًا عليه من نديم من كان محظوظًا بصحبة بيدق وأمثاله، بعد أن كان يرفض
كل القرب والتواصل بينه وبينهم، تبودل حاله

نظر لشجرتان حوله، كانتا متشابكتان الأغصان
عظيمتان في الحجم، عريقتان، وتأسران القلب
رفع الهاتف تجاهما، وألتقط صورة لهما بتبسُم
وقرر أرسالها لهمام فور وصوله لمنزل بيدق
وتوفر الأنترنت هناك، رغم أنه كان يكره البقاء وحيدًا خصوصًا بالايام هذه الأخيرة، كان الخوف قد قيد قلبه، لذا فأنه لايأمن دون رفقة

وهو يحدق بالصورة التي التقطها، لاحظ شيء غريب،  وقفل هاتفه، ينظر في سواد الشاشة
تتوسع عينيه لرؤيته،  يقف بمسافة ليست بعيدة عنه، نوفل، واقفًا بشكل مريض يحدق فيه، أبتلع نديم ريقه، يخفض هاتفه،  ويعيده لجيبه،  وسار دون أن يلفت الأنتباه حولـه.

وبعد دقائق أخرج هاتفه، ونظر لم يجده
وشهق بخفة عندما وجده جواره يقف.

أبتسم بتوتر حاول أخفاءه بصدمة مزج معها أنفعالات كاذبة، خادعًا الذي كان يبتسم بشكل مُستفز،  ينظر إليه مميلاً رأسه ويداه بجيوبه

«نوفل! مضىٰ وقت طويل! أين كنت؟»
سأل نديم وضحك الآخر ضحكة مغيظة

«هنا موجود، أنت فقط لم تلاحظنِ»
نطق وعينيه كانتا تتفحص حال نديم
تخترقان عينيه، لدرجة أن نبضات قلب المعني أرتفعت بصخب عالٍ مخافةً أن يتم ذبحه وسط الشارع هنا، وفي هذه الظهيرة حيث لايوجد بشر في هذا الشارع إلاهما.

«هذا صحيح، لقد حدث الكثير.. لقد توفيت أمي، ثم خسرت منزلي، وتدهورت حياتي»

لـولاكَ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن