٩|صَلاة وصِلات

430 36 51
                                    

لا أعرف ماذا تخبأ الحياة لي
غير أنني مطمئن؛ لانك الله
وحياتي تسير بتخطيطك أنت.

-نديم

__________________

الساعة الرابعة وثلاث وأربعون دقيقة صباحًا

كانا قد أنهيا الوضوء، وخرجا يسيران معًا
ونديم مبتسمًا حيث كانت السماء لاتزال مظلمة، وصوت خطواتهم كان مسموعًا

«لا تصدر بنعليك صوتًا!»
أخبره همام بتعجب منه
فمنذ خروجهما ونديم يجرُّ نعليه على الأرض
مصدرًا صوتًا مسموعًا كما لو أنها خطى مجنون أو مخمور.

عناد الآخر مع مزاجه الذي كان جيدًا بدأ
وأعاد تكرار فعلته حتى أمسكه الاكبر من رقبته من الخلف، فضحك نديم متألمًا

«التوبة.. أزل يدك أرجوك»

أزال همام يده، وأحاط بها كتفه

«أردت أن أوقظ الناس فحسب
لماذا لا يصلون الصلاة في ميعادها؟»
نطق نديم بتلاعب بالنبرة وأبتسم همام

«يا لنواياك الجيدة والحسنة، فخور بك»

«رغمًا عنك»

«ماذا؟»

«يجب أن تكون فخور بي دائمًا»

همهم همام ثم أتسعت أبتسامته

«أنا فخور بك دائمًا»

أبتسم نديم وأخذ ينظر للمنازل حولهما
والطريق المُضاء، وكل شيء بات بعينيه أجمل

«فخور لانك دافعت عن نفسك وكنت شجاعًا»
نطق همام وضحك نديم سعيدًا

«وفخور لانك مازلت تعيش رغم كل شيء»

«حسنًا، حسنًا، توقف كنت أمازحك»
نطق نديم يضحك والآخر ضحك لرؤيته يتهرب من هذه المشاعر التي تعطيه سعادة

«ولدي الحبيب، وأعزُّ ما ملكت»

«همام توقف!»
قال نديم بنبرة ضجرة سعيدة
وضحك همام يُقبل رأسه وأغرورقت عيني الآخر، وأبتلع غصات سعادته الكبيرة.

«ما الأمر؟ أتبكي!»
نطق همام يتوقف ويمسك كتفيه
يلحظ تبسم الآخر المرتجف ودموعه

«كانت هذه أحدىٰ أمنياتي
أن نسير سويًا للصلاة»

ضحك همام ببهجة غامرة بالدفء
«أنا هنا لجعل أمنياتك حقيقة من بعد الله»

لـولاكَ. Where stories live. Discover now