٣٥ : مُخادِع .

137 20 26
                                    




" مَالِي أرى روُحِي ترَتحِلُ مُعلقةً صُحف الوَصلِ بِلا مَوعد،أتراني أتمكنُ مِن مُساعَدة ذَاتي بِلا سَقم؟
إني أمَكثُ وأُخرِسُ ذاتِي مُحبةَ الثَرثرة،فلِما أرى تِلك النِيران تَلفحُني لِصغائِر الأمورِ،أهيَ الحياةُ مَن دفعتنِي لأخوض فِي هذا الوحلِ؟.."



..

صُوتُ آطلاَق النَار جَعل مِن هذَا الطِفل الصَغِير جافِلًا
صُوت البَاب يُغلق بِقوة و نحيّبٌ لَم يكُن ألا لِ أمرأة يعرفُها أكَثر مِما يعرفُ ذاتُه
هرِعَ راكضًا فَيُفجع بِما رآى

والدتُه .. أنهَا والدتُه
أيسُعد لأنه يرَى والدتُه أخيرًا؟ أم يحَزن لرؤيتُه لوالدتُه مُستقلِية الأرضِ الذَي غَدت بِها دامِية
ثَلاثة ثقُوب تعَتري جَسدها الهزِيل
أخّذ يَغترِفُ آثِلتُه بِعجزٍ مُراقبًا روُحها الشَجيه تُفارقُ جَسدهَا

' أنا أسِفة يا صغِيري.. لَم أرغبَ بتركُكم ورائي والأبِتعاد '

' أُمِـ ـي؟ '

نَبسّت أسمُه بِصعوبة تُقاوم السَقم المُتشبَث
بِجُثمانها،أشَرت لهُ لُيمسكَ كِلتا يِديها صَانِع تواصِلّ بَينهُمّا

' أُمي .. أرجوكِ لا تترُكيني ليسَ مُجددًا '

' أنا لنَ أترُكك بُني، سَتبقى روحِي معكَ، ومَع شقيقتُكَ كالملاكِ الحارِس لكُما '

قالِت بِوهن تبتسَمُ للصغِير قَبل أن يُطبّق جُفن الوَداع
أرتعدَت رُوحه حيّن شعرَ بِقبضَتها الدافِئة تَبرُد
يَدها إرتخت وأصبَحت كلوحٍ الخَشب
لا روحَ بِه

صارَ يبكي بِحرقة، دُموعه الساخِنة تُمطر عَلى ملمحهُا
تُطفئ البَروُدة التي اعترتهُ
يصرُخ الصغِير بألمٍ لعلَ والدتُه تَسمع و تعَود لتحتضنُه

فِي هذِه الغُرفة التِي لا روحَ فيِها سِوى هذَا الصغِير
تضَببتّ الرُؤيه شَيئًا فَشيئًا
ثُم يشعُر بأن شّيئًا مَا يَجُره بعيدًا عن أُمه
أصبَح جسدُها بعيدًا عنهُ




..

[ الأول مِن نَوڤمِبر ]
[ العامَ التاسِع عشَر بعدَ الألفانِ ميلاديًا ]

صَفِيرٌ مُزعجَ يُهدد صَفو نومَه
وهُنالك ضَوءًا عَلى رأسُه يُزعج أعصابُه

فَرّق جُفناه ولا يدرُك شَيئًا
فَقط أستَقبلُه الكَثِير مِن الأنوارِ

بَدأ يَبحث بعينهَا لِيفهم أينَ هوَ
أجهِزة.. الكثِير مِنها

أنهَا المُستشفى ..

𝐏𝐒𝐘𝐂𝐇𝐎 Where stories live. Discover now