𝐏𝐒𝐘𝐂𝐇𝐎

٣٦ : مُجددًا ؟.

إنيّ معقَدٌ جدًا، لدرجةِ أننِي لا أفهمني .

-

[ العامَ التاسِع عَشر بعدَ الألفانِ ميلاديًا ]
[ التاسِع مِن نوڤمبِر ]

-

ألايامُ مَرت بلمحِ البصَر
ليفاي لَم يعُد ليفاي، بل تحوّل لشخصٍ آخرٍ تمامًا .

الزَمن والأشَخاص الذينَ صادفهُم، كانوا كافييّن لكِي يتغيرّ ليفاي إلى شخصٍ آخر تمامًا .

رغمَ أنَ الإندثارَ عن مبادئهِ كانَ أمرًا جللًا لهُ، إلا أنهُ استوعَب في مرحلةٍ مَا أنَهُ كان ضيق الأفقِ جدًا .

إستوعب أن ما كان يتمسكُ بهِ بإسمِ مبادئهِ ما هي إلا خواطِرُ صَبيانية غشَت عنهُ العالَم الواسِع .

لَم يعُد كَثير الغضبُ كَما عُرِف، و لم يعَد يرتدِي السَواد كمَن ماتَ أهلهُ ، كما أنهُ لم يعُد يؤمِن بأنَ الأسودَ يدُل على الحزِن والكآبَه ، بَل تيّقن أن بقيةُ الألوانِ تحمِل معانِي أكثر حزنًا مِن الأسود .

لَم يكُن نحيلًا، ولَم يصبح بدينًا ،بَل كان عوانًا بينهما
بشرتُه فَقدت لونَ الحياة وأزدادتَ شحوبًا ، و عينهُ بدأ برؤيةِ الأمور كُلها، بشكلٍ حيادِي .

لكِن شعرهُ كان عَلى حالهِ ، لم يتغيّر ولم يتسنَه
على الرُغم مِن أن الشَباب الذين بُعمره يَحبون صبغ الشعر بألوانٍ  زاهِية وتجرُبة قصَات شعرٍ مُختلفة ألا أنه فضّل شعرُه الأسود القصَير على ذلِك ، لكِن طَريقة هذبهِ لشعرهِ تغيّرت .

لازالَ لا إنطوائيًا مُكتفيًا بذاتِه جدًا، إلا أنه أصبحَ يُجيد الحديثَ أمامَ الناس بشكلٍ جيّد .

كل شيءٍ بهِ تغير ، حِتى مشاعرُه لِمن حَولهُ.

إعتبر ميليسا زميلةٍ لهُ بعدما كانت صديقةٌ لهُ، لَم يلُم ميليسا عَلى ذلِك، لكنهَا تحججّت بأنهُما مُختلفان جِدًا ، وهذَا سببٌ كافِي جدًا بأن يبتعدَا عن بعضهما .

أرثر أصبحَ مِن الهوامِش، بعدَما كان مؤنسهُ وأنسُه .

أمهُ العزيزة أصبحتْ ذكرى جميلة، على صفحاتِ الماضي المغبَره ، ولمَ يكن لديَه الوقتُ لإزاحِة الغُبار عن صفحاتِ الماضي لإنشغالهِ الدائِم .

آيري أصبَحت ماضِي جميلًا
بَينما ألتيد ليسَ ألا ماضي أليمًا

أما ميكاسا ...
فمشاعرُه لم تتغير بالمَعنى الحرفِي
هُنالِك دائمًا صراعٍ بينهُ وبين ذاتهُ، وعَلى الرُغم مِن أن عقلُه الذَي يرَغب بمَوتها فاز بالصراعِ إلا أنه كانَ مهزومًا من مشاعرِه .