٣٧ : الأحدبُ .

139 18 36
                                    

[ كيفَ لِقلبي أن يُريدكّ لِهذا الحدِ؟ بَينما عِيناي لا تستَطيع إيجادُكَ ولا لمُح ظلُكَ حِتى ؟ ]


-

[ العَام العِشرون بعدَ الألفانِ ميلاديًا ]
[ الرابِع مِن يناير ]



مَوسكو، روسيا

عَندما يَولد شخصٌ بالسِيرك فأنَهُ سَيفني عمُره داخِلهُ
ليسَ وكأنه أرادَ هذَا .. لا، لمَ يكُن حُلمه أن يَكون مِن أعضاءَ السِيرك بَينما الجَميع يُعامل بعضُهم البعَضِ كَ عائِلة .

لا، هذِه قِصة، وجانِبٌ أخر مِن هذَه الحَياة، رُبما أحَد الجَوانِب المُظِلمة
حيثُ كَثرةَ الطَمع و القَسوة فِي القِلوب، حيثُ يَستغل الرَجال النِساء والأطفالِ للجنسِ واللهوَ
وحيثُ يُستخف بِقدُرات الأقَل شأنًا مِنهُم .

والجانِب الأسَوء أن لُكلَ سِيرك مُهرجَه الخاَص

لا أسَم لهُ، ولدَ لقيطًا بِدون أسِم أو هَوية
هوَ فقطَ يُعرف بَما هوَ عليهِ

مُعظَم تسَمياتُه كانتَ " المُهرِج " ، " أحدبُ الظَهرِ " ، أو " المَسخ " لو أنكَ عطَوف .

كَمُهمة أي مُهرِج فِي هذَا العصرِ، تَتِم السُخرية عليهِ وضربُه أمامَ مئاتٍ مِن الناسِ يوميًا لترفِيههم وحَتى أنهم يَرمونهُ فِي قفصِ الأفاعِي و الأسَود أن تأخرَ بأنجازِ أعمالُه وتنظِيف مُخلفاتهِم .

لكِن بالحَقيقة الرجُل الأحَدبُ لَم يكرهُ أي أحدَ
مِن الصعبِ أن تحكُم عَلى القَسوة وأنتَ لم تعرفُ العطَف أبدًا .

ولكِن كانَ هُنالِك دومًا شَخصًا يَتطلع إليهِ، أوليڤر
شَقيق مالِك السِيرك والعارِض الأساسِي

عِندَما ينُظر إليه، يَتساءل دومًا هلَ هو مَصنوع مِن المَطاط؟
كيفَ يتَمكن مِن ثنيِ عظامِه بهذَا الشكلِ .. وهوَ مُعلق بالهواءِ!!

أوليڤر كانَ الشخصُ الوحِيد الذَي يُشفق علَى الأحدبُ ويسَاعدُه بينَ الحينِ والآخر
أحيانًا يُعطيه حُصته مِن الطعَام، بِحجة أنهُ يتَبع حِمية غِذائية
و أحيانًا يُخرجه مِن القفَص خِلسةً ، وكانَ كُلما يَذهب بعَيدًا و يعَود يحضرُ لهُ كُتبًا طَبية
لأن الأحدبُ أخبرُه بَعفوية ذاتِ مرَة أنه مُهتم بِعلم التَشريح البَشري .

صارَ الرجُل الأحدبُ مُنبِهر بالطِب شَيئًا فَشيئًا، أرادَ أن يَفهم كُل شَيء عنَ ذلِك العالَم الداخِلي الذَي يجعَلنا ما نحنُ عليهِ : المُخ ، الرئتانِ ، العظامِ ، العَضلاتِ والقلب..

𝐏𝐒𝐘𝐂𝐇𝐎 Where stories live. Discover now