،ت،

867 42 5
                                    


فغير كون هذه الشريعة تدعو لعبادة إله أطلق عليه حمورابي إسم الإله (بل) إلا انها تحتوي على حدود وقوانين تتشابه مع الديانات السماوية جداً وتحديداً مع التوراة, مثال ذلك ما وُجد منحوتاً عليها من قوانين تنص على أن العين بالعين والسن بالسن والقاتل والزاني المحصن يقتلان وغيرها من قوانين البيع والشراء وحفظ النفس والعرض التي تكفل للإنسان حياة عادلة وكريمة.(1) اعتبرت هذه المنحوتة كأول قوانين وُضعت في التاريخ, وكل ما جاء فيها لم يكم مصادفة كونها تسبق تعاليم الديانات السماوية, بل هي نتاج فطري للتأمل ومحاولات العقل للتوصل لمنطق وحقيقة الغريزة الإنسانية التي تدعوه للبحث عن خالق الكون وكيف يجب أن تكون تعاليمه, فأنا بالفطرة أستطيع أن أعرف الأمور السيئة والمضرة في هذه الحياة وبالفطرة أعرف كيف أكون عادلاً وكيف يجب علي ألا أسرق ولا أعتدي على أحدٍ ولا أوني ولا أكذب, فالحلال بيّن كما هو الحرام, والله هدانا النجديين منذ أن خلقنا, جئنا إلى هذه الحياة ونحن نعرف كيف نميز بين الخير والشر, فبالعقل نعرف ونميز كل شيء, والعقل هو من يخبرنا بأنه طالما هنالك عدل فلا بد من وجود عادل.. وطالما أن هنالك مخلوقاً فلا بد من وجود خالق, هي سلسلة لابد من أن نقتفي أثرها حتى تكتمل وطريق لابد من أن نسلكه حتى نصل لآخره.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر Hammurabi by w king  .

والأمثلة في ذلك كثيرة جدّاً فليس "زرادشت و حمورابي" وحدهما من قاربا حقيقة الخالق في تأملاتها, ففي اليونان القديمة إبان الحضارة الإغريقية في القرن التاسع قبل الميلاد, قام الشاعر والفيلسوف "هوميروس" مؤلف الملحمتين (الإلياذة والأوديسة) ومجموعة شعراء آخرين بتأليف ما يُعرف اليوم (بالميثيلوجيا الإغريقية) وقد توصلوا خلالها إلى وضع آلهة في مجالات مختلفة, فيوجد إله للبحر وإله للتجارة وإله للنار وإله للموت وغيرهم كثير وجميعهم خاضعون لكبير الآلهة الذي يعرف باسم "زوس" وهو إله الرعد والبرق أيضاً, وبالنظر إلى الفكرة التي توصل إليها شعراء الإغريق نستطيع أن نستشف أن فكرة الدين والإله وحاجة الإنسان لعبادة هي هاجس نفسي لم يكن ليهدأ بال من ولدوا وهم يفتقدونه, وعلى الرغم من أن الميثيلوجيا الإغريقية لا ترتقي لأن تقارع الديانات السماوية وغيرها من المحاولات الأكثر جدية كونها تحتوي على مبالغات مسرحية تقربها لأن تكون تحفة فنية أكثر من كونها ديانة وثنية إلا أنها محاولة معتبرة استطاعت أن تتوصل لفكرة قريبة من الأديان السماوية وذلك بوجود إله خالق معبود تحته مجموعة آلهة مختصين في مجالات مختلفة كوجود ملاك للموت وملاك للمطر وملاك للرحمة وما إلى ذلك.

وما يميز الميثيلوجيا الإغريقية عن غيرها من سائر الديانات البائدة أنها ما تزال حية بيننا اليوم بأسماء آلهتها التي أصبحنا نستخدمها على أمور مختلفة في الحياة في الحياة ومعظمنا لا يعلم عن ذلك, لذا قمت بجمع أبرز أسماء الآلهة التي لا نزال نستخدمها إلى الآن -على حد علمي- :
    
   جبل أولومبوس: وهو مقر اجتماع الآلهة الإغريقية, الجبل لا يزال موجوداً في اليونان ومن اسمه اشتقت تسمية الألعاب الأولمبية بهذا الاسم.
 
      أثينا: وهي إلهة الحكمة وإليها تُنسب العاصمة اليونانية.
    
   أطلس: إله الأرض ومن اسمه اشتقت تسمية جبال أطلس في المغرب كما يرتبط اسمه بغالبية الأمور الجغرافية مثل أطلس الجبال والبحار.
     
  هيرمز: إله التجارة حيث تحمل إحدى أشهر ماركات الأزياء اسمه وشعارها الذي تظهر به صورة هيرمز وهو يجر عربته.
  
     أوراكل: وهو الوسيط بين البشر والآلهة في نقل المعلومات بينهم وإليه يُنسب أحد أشهر برامج إدخال البيانات التي تعمل كوسيط بين إدارات المنشآت.
    
   نايكي: وهي إلهة النصرة وإليها تُنسب إحدى أشهر ماركات الملابس الرياضية.

أقوم قيلا Where stories live. Discover now