الفصل--10

164 12 0
                                    

حقائق وظواهر طبيعية.. وأخرى خارقة

       ولأننا من البشر, فالخرافات ديدننا, نحب كثيراً أن ننسب ما يدور حولنا إلى الغيبيات, نعشق المجهول كثيراً, ويجذبنا العالم المخفي بأسراره وألغازه وغموضه.. فنبتدع حوله أحلى القصص لنسلي بها أنفسنا..

       وها نحن نعيش اليوم في زمن بلغ فيه العلم مراتبَ عالية في مختلف المجالات, فكشف لنا الستار عن الكثير من حقائق وأسرار بعض الظواهر والتي كانت الشعوب القديمة من مختلف الأديان تفسّر حدوثها بتدخلات الأشباح والجن.. والمشكلة أننا ما نزال إلى يومنا هذا ونحن نلهث وراء الغموض, وننسب بعض الظواهر التي لم يفسرها العلم إلى الأشباح والشياطين..

       بل المشكلة الأكبر أن العلم والعلماء أنفسهم أصبحوا يروجون للخرافات.. فمن خرافة "مثلث برمودا" مروراً بخرافة "تجربة فيلادالفيا" إلى خرافة "نظرية الشبح" وأخيراً خرافة "المخلوقات الفضائية".. ولا ننسى خرافة "الإسقاط النجمي".. وعدةً من خرافاتٍ أُخر..

       ويبقى السؤال.. هل تقدُّم العلم وحده هو المسؤول عن كشف الحقائق للناس؟.. أم أن للدين دوراً في ذلك..؟

       هذا ما سأستعرضهُ هنا.. حيث سأذكر بعض الحقائق والقصص الغريبة.. وأيضاً بعض الظواهر الطبيعية وبعض النظريات الخارقة.. وماذا كان يظنها الناس قديماً وفق معتقداتهم.. لنرى ماذا كان موقف الدين منها.. وبالتحديد الدين "الإسلامي".. لعله ساهم في كشف تلك الأمور قبل العلم..؟

أولاً نظرية العالم الموازي:

       فكرة نظرية "العالم الموازي" تنص على وجود أكوان أخرى خلف الثقوب السوداء في الفضاء وفي كل كون أرض مثل أرضنا وفيها نسخ أخرى لنا تعيش هناك..

       يتبنى هذه النظرية بعضُ علماء الفيزياء مثل "هيو إيفيرت".. إلا أن ذلك يجعلني أتعجب!! كيف يؤمن (فيزيائيون) بمثل هذه الاعتقادات؟!.. وما يجعلني أتعجب بالتحديد هو أن الفزيائيين ماديون بطبعهم وغالباً لا يؤمنون بالغيبيات أو "الميتافيزيقيات" على حد قولهم, بل إن سبب تفشي ظاهرة الإلحاد بينهم هو قولهم بأن الله والملائكة أمور غيبية!.. فكيف يأتي بعضهم الآن بنظريات أشد غيبية من ذلك مثل نظرية العالم الموازي!؟

       هذه النظرية لا تزال في طور الافتراض ولم يتم اعتمادها كحقيقة علمية, إلا أنها كانت فكرة قديمة متفشية بين الشعوب والحضارات السابقة وفي أديانهم أيضاً.. فما هو موقف الدين الإسلامي منها؟ وهل تطرق أو أشار لها؟

       يزعم المسلمون ممن آمنوا بهذه النظرية وجود ما يثبت صحتها دينيّاً في القرآن والسنة.. فمن القرآن ما ذكره الله في سورة الطلاق عن وجود سبع أراضٍ {خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [سورة الطلاق ايه 12].

أقوم قيلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن