5'

157 17 13
                                    


  هناك من يقول أن الإعجاز العلمي في القرآن ليس إلا ضرباً من ضروب الوهم وما هو إلا كذبة يسوق لها من يشعر أن في دينه نقصاً فيحتاج إلى أن يعوض ذلك النقص بأوهام تمنحه الشعور بالكمال, وأنا إلى الآن لا أعرف ما هو الرد المناسب على هؤلاء إلا بأن أسألهم وأقول: أين الوهم في أن يكتشف العلم أن مركز الكذب للإنسان يقع في ناصيته بالفص الأمامي من الدماغ وهو الذي قال عنه الله {نَاصِيَةٍ كَذِبَةٍ خَاطِئَةً} [سورة العلق آية 16]؟
       
وأين الوهم في أن يكتشف العلم أن الإحساس بالألم يتجسد في النهايات العصبية الموجودة في جلد الإنسان والذي قال الله عنه {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [سورة النساء آيه 56] وأين الوهم في أن يكتشف العلم أن المرأة ليس
لها أي دور في تحديد جنس المولود لأنها تحمل الكروموسومات XX بينما الرجل يحمل X,Y والذي قال الله عنه {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ} [سورة البقرة آيه 223] في إشارة إلى أنك لن تحرث من المرأة إلا البذرة التي تزرعها فيها؟ وأين الوهم في أن يدلنا القرآن من بين الكتب السماوية على بقاء أجساد الفراعنة أو ما يُعرف بالمومياوات وتحديداً مومياء رمسيس الثاني والتي تم اكتشافها في القرن الثامن عشر وهو ما أشار الله إليه في قوله {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً}؟ [يونس آيه 92].. أعتقد أن الوهم يكمن في عقول من يعتقدون أن الإعجاز الموجود في القرآن لا يعدو كونه وهماً.
       
وهؤلاء أخف وطأة من الشق الآخر من أصحاب الديانات الأخرى والذين لا يؤمنون بالقرآن كله ويقولون بأن القرآن يحتوي على الكثير من الأخطاء العلمية! أتذكر أني وقفت على مقطع فيديو على الإنترنيت ظهر به رجل مسيحي يتحدث عن أن القرآن ليس إلا كتاباً من تأليف البشر وما يدل على ذلك هو وجود أربعة أخطاء علمية فيه, ذكر منها ما جاء في سورة الكهف عن مغيب الشمس {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [سورة الكهف آيه 86] وقال إن كاتب القرآن لابد أنه يجهل بعلم الفلك حيث يذكر لنا هنا أن الشمس تغرب في عين مائية حامية وهذا بلا شك خطأ علمي يثبت بشرية البشر!!

        ثم أردف بآية أخرى أراد أن يؤكد بها ما يقوله عن جهل كاتب القرآن بعلم الفلك ويقصد بذلك "محمدً عليه السلام" حيث قال إنه يظن أن الأرض مسطحة وذلك في قوله {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [سورة الغاشية آية 20] بل وإن "محمداً" يظن أن السماء والأرض بنفس الحجم وأن عرض السماء يوازي عرض الأرض وذلك في قوله {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَآءِ وَالْأَرْضِ} [سورة الحديد آيه 21] وما اثبته العلم من أن الأرض ليست إلا نقطة أمام السماء فكيف يُقاس عرض الأرض نسبةً إلى عرض السماء؟ ثم يتساءل بعد ذلك فيقول: كيف يكون هذا كلام الله الذي خلق الكون وهو يحوي هذه الأخطاء الفلكية؟ ثم يتابع قوله بذكر الخطأ الرابع عن الماء المتدفق تعقيباً على ما جاء في القرآن في سورة الطارق عن مكان خروج الماء الدافق {خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَسْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَآْئِبِ (7)} [سورة الطارق آيه 7,6] فيقول: إن العلم الحديث أثبت أن الماء الدافق لا يخرج من صلب الرجل ولا من صدر وأضلاع المرأة فهل يوجد أكبر من هذا الخطأ ليدل على أن القرآن من تأليف البشر؟
  
     وللرد على هذه الشبهات يجب أن ندرك أولاً أن هناك احتمالين في دراسة حدوث أي خطأ, الاحتمال الأول أن يكون موجوداً بالفعل أما الاحتمال الآخر فهو أني قد أكون أنا من صنعت الخطأ في رأسي وبفضل الإيحاء الذاتي آمنت فعلاً بوجود هذا الخطأ إما

أقوم قيلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن