ت

253 25 2
                                    

  
وبعد ذلك تأتي واحدة من أكثر الديانات المنتشرة حول العالم  في الوقت الحالي وهي الديانة الزرادشية, وما يميز الزرادشية عن غالبية الديانات الوثنية هو أنها ديانة توحيدية أي تؤمن بإله واحد اسمه "أهورا مازدا" والتي تعني الرب الحكيم, ومن أبرز صفاته أنه كامل القوة والحكمة والجمال والعلم والصحة وأنه هو خالق الكون والإنسان والحياة ويمثل دائماً جانب الخير, وعلى الرغم من أنها ديانة تؤمن بوحدانية الخالق إلا أن بها ما ينتقص من ملكوت الخالق لسائر الأمور وهو ما يُعرف بالثنائية في الكون بين الخير والشر, فحسب ما ورد في كتاب (الآفيستا) لتعاليم "زرادشت", أن الخير مصدره الإله "أهورا مازدا" بينما مصدر الشر هو شيطان اسمه "أنجرا مانيو" الذي يمثل كل الجوانب السلبية في الحياة كالموت والمرض والجهل والقبح والبخل والكذب وسائر الآثام ويمكن اعتبار فلسفة "زرادشت" تكمن في أن العالم يسير ويتحرك إلى الأمام تحت تأثير الصراع بين قوتين متساويتين في المقدار بنفس القوة, فالشيطان هنا يعادي ما يريده الخالق من خير ويحاول أن يحاربه على ذلك وكأن الشيطان مستقل في كيانه ولا يملك خالق هذا الكون مصيره..!
  
     سأتحدث الآن عن الديانات الإبراهيمية أن التي تُعرف بالسماوية أيضاً, وهي اليهودية والمسيحية والإسلام, حيث يؤمن معتنقو هذه الديانات بأنهم يعبدون إلهاً واحداً, ولكن لو كانت الأمور  بهذ ه البساطة في وحدانية الإله لما كانت لنا حاجة في أن يكون هنالك دين إسلامي ينسخ ما قبله, فظهور الإسلام هو نتيجة لما جرى على الأديان السماوية التي تسبقه من تحريف وتسييس وتغيير في النصوص المقدسة داخل كتبهم بشكل أدى إلى إشراكهم بالله الذي جعلوا له ولداً, ووصفوه بأسوأ كلمات النقص التي لا تحقق لذاته الكمال المطلوب.
     
  ففي الديانة اليهودية تورد لنا التوراة نصوصاً تدل على أن الإله يندم ويتحسر كثيراً! والندم صفة لا تليق إلا بالبشر الذي يجهل الغيب, فكيف يكون عالم الغيب وكاتب الأقدار أهلاً للتحسر على ما فات والندم على ذلك؟
    
   فقد ورد في سفر التكوين الإصحاح 6: "ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض. وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هي شريرة فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه.
فقال الرب: "أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته"
   
    ورد أيضاً في سفر الخروج الإصحاح 23: "فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه"
       
وفي سفر يونان الإصحاح 5: "أن أهل نينوى نادوا بصوم لعل الله يندم عن حمو غضبه فلما رأى الله أعمالهم ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم"

وفي سفر صاموئيل الأول الإصحاح 15: "وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلاً: ندمت على أني قد جعلت شاول ملكاً, لأنه رجع من ورائي ولم يقم كلامي. فاغتاظ صموئيل وصرخ إلى الرب الليل كله".
       
وفي سفر الملوك الأول والإصحاح 21 و 22: "وقد غضب الرب على آخاب, وأرسل الروح القدس ليضله, ولكن آخاب تواضع للرب فندم الرب على إغوائه آخاب, ثم عاد آخاب وغضب الرب على ابن آخاب بدلاً منه, وجعل الشر عليه بدلاً من أبيه... وندم الرب على أنه فعل الشر بابن آخاب أيضاً".
    
   وفي سفر الملوك الثاني الإصحاح 20: "وعندما غضب الرب على الملك حزقيال وقرر أن يميته, بكى حزقيال وقام وصلى, فندم الرب ورجع عن قراره وزاده خمس عشرة سنة من العمر".
  
     كما ورد أيضاً في التوراة أن الرب ينام ويستيقظ, فقد ورد في سفر المزامير الإصحاح 78: "فاستيقظ الرب كنائم جبار معّيط من الخمر".
   
    وفي سفر المزامير أيضاً الإصحاح 44: "استيقظ. لماذا تتغافى يا رب. انتبه. لا ترفض إلى الأبد".
      
كما ورد في التوراة أيضاً أن الرب يتعب لذا احتاج إلى الراحة

أقوم قيلا Where stories live. Discover now