5"'

170 14 3
                                    


وبما أن هذه أبرز الشبهات التي يظنها أصحاب الديانات الأخرى أخطاءً فقد قررت أن أتحدث عنها وأرد عليهم بما لدي من علم ومعرفة لأبرهن لهم بأنه ما من خطأ واحد في القرآن وإنما يتخيّل إليهم ذلك, ولكني الآن أتساءل وأقول لنفسي.. هل اطلع أصحاب هذه التهمة من الديانة المسيحية على إنجيلهم المقدس قبل أن يفتشوا عن الأخطاء العلمية في القرآن؟ فالمثل العربي يقول "إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف الناس بالحجارة".. ومع ذلك فلن أجزم بأن ما سأقوله الآن من الإنجيل أخطاء علمية وسأحترم مشاعر المسيحين- رغم اعتراف الدكتور المسيحي "وليام كامبل" بأنها أخطاء – إلا أني سأطلب تبريراً وجواباً على ذلك لعله يأتيني يوماً من يؤمن بالإنجيل ليوضح لي تساؤلاتي, ولن أبحر في التساؤل حول الإنجيل رغم كثرة التساؤلات المخالفة للعلم الحديث, ولكني فقط سأضع نصّاً عن خلق الكون والمذكور في سفر التكوين وسأطرح بعد ذلك الأسئلة التي حيرتني.

       يقول الإنجيل (سفر التكوين الإصحاح الأول): "1 فيِ الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ. 2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً, وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ, وَرُوحُ الله يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3 وَقَالَ اللهُ: "لِيَكُنْ نُورٌ", فَكَانَ نُورٌ. 4 وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا, وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.6 وَقَالَ اللهُ: "لِيَكُنْ جَلَدٌ فيِ وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ". 7 فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ, وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. 8 وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحُ يَوْمًا ثَانِيًا.
  
     9 وَقَالَ اللهُ: "لتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ, وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ". وَكَانَ كَذلِكَ. 10 وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا, وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 11 وَقَالَ اللهُ: "لِتُنْبِتِ الأَرضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْرِزُ بِزْرًا, وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ, بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ". وَكَانَ كَذلِكَ. 12 فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ, وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ  ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 13 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثَا.
     
  14 وَقَالَ اللهُ: "لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فيِ جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ, وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنينٍ. 15 وَتَكُونَ أَنْوَارًا فيِ جَلَّدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ". وَكَانَ كَذلِكَ. 16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لحُكْمِ النَّهَارِ, وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ, وَالنُّجُومَ. 17 وَجَعَلَهَا اللهُ فيِ جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ, 18 وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ, وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 19 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا".
تتحدث الآيات المذكورة أعلاه عن بداية خلق الكون في سنة أيام وأنا سأعلق عليها بعدة تساؤلات:
    
   أولاً: تذكر الآية رقم (1) أن الله خلق الضوء في اليوم الأول وفصل الله بين النور والظلمة ثم يُذكر بعد ذلك في الآية رقم (16) أن الله خلق الشمس والتي هي مصدر الضوء في اليوم الرابع فكيف يكون هنالك ضوء قبل مصدره؟
   
    ثانيًا: تذكر الآية رقم (9) أن الله خلق الأرض في اليوم الثالث, فكيف يكون هنالك ليل ونهار في اليوم الأول قبل وجود الأرض خصوصاً وأن حدوث الليل والنهار يكون بسبب دوران الأرض حول نفسها.
      
ثالثاً: تذكر الآية رقم (11) أن الله خلق في الأرض العشب والنباتات والأشجار المثمرة في اليوم الثالث بينما وحسب الآية رقم (16) أن الله خلق الشمس في اليوم الرابع فكيف يكون هناك نبات وخضار قبل وجود الشمس وهي مسؤولة بشكل رئيسي عن عملية البناء الضوئي؟
   
    رابعاً: تذكر الآية رقم (16) أن الله خلق الشمس (النور الأكبر) والقمر (النور الأصغر) لينير كلٌّ منهما الأرض بنوره الخاص فيه حسب الترجمة العبرية, وهذا يتعارض مع العلم الذي أثبت أن ضوء القمر ليس إلا انعكاساً لنور الشمس!

الأخطاء العلمية في الإنجيل تطول وهذا ما يثبت التحريفات البشرية التي دخلت عليه, فنحن كمسلمين نؤمن بالإنجيل الذي نزل على "عيسى بن مريم" ونحترمه ولكننا نؤمن بنفس الوقت أنه تعرض للتحريف والتدخل البشري حتى ظهر بهذا الشكل المليء بالأخطاء والأهداف السياسية.. إن كانت التوراة هي العهد القديم.. والإنجيل هو العهد الجديد.. فالقرآن الآن بكماله وبلاغته وإعجازه هو العهد الأخير.. والذي يجيب على كل من يريد أن يعبد رب "موسى وعيسى ومحمد" أن ينتهجه ويتّبع ما فيه.

---تم الفصل الخامس ---

أقوم قيلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن