الفصل --4

273 22 0
                                    

لماذا (الله) هو الحق من بين الآلهة؟...
      
نعيش اليوم بين شعوب عديدة يتخللها ديانات ومعتقدات وآلهة ومقدسات كثيرة فهناك اليهود والنصارى والمسلمون والزرادشتية والبوذيون والهندوس والسيخ والشينتوية والشيفية والمانوية والطاوية والتيرافادا والكونفوشيوسية وغيرهم كثير, وجميع معتنقي هذه الأديان بكافة طوائفها يؤمنون أنهم الحق وغيرهم على باطل, هم اليقين وغيرهم غي شك, كل ديانة تؤمن بأن إلهها هو الصواب, لذا ماهي الإجابة التي من الممكن أن يجيبها أي شخص منهم لو سألوه عن ربه وقالوا له: "أثبت لنا أنك تعبد الإله الحق"؟ ماذا لو تعرض أي مسلم لسؤال وقيل له بأن هنالك ملياري بوذي وهندوسي حول العالم فما الذي يجعل إلهك حقّاً ويجعل آلهتهم باطلة؟ ونفس السؤال لو تم توجيهه إلى يهودي أو مسيحي؟ ما المانع أن يكون خالق الكون هو "بوذا" عند البوذيين؟ أو "كريشنا وفيشنو" عند الهندوس؟ أو "أهورامزدا" عند الزرادشتيين؟ أو "إلوهيم" عند اليهود؟ أو "الأب والابن والروح القدس" عند المسيحين؟ أو "الله" عند المسلمين؟
      

أتذكر أنني طرحت هذا السؤال مازحاً مع أصدقائي وقلت لهم: تخيلوا أني "لاديني" بمعنى أني مؤمن بوجود خالق لهذا الكون ولكني لا اعتنق أي دين وما زلت في مرحلة البحث عن دين وأريد أن أعرف أي خالق هو الحق من بين جميع آلهة الديانات فسألتكم وقلت: أثبتوا لي أيها المسلمون أنكم تتبعون الإله الحق..؟ كانت إجاباتهم متضاربة ولكني سأستعرض في أبرز ما قالوه لأنهم عيّنة ومن الممكن تعميم إجاباتهم, حيث قالوا لي بأن الإسلام دين أتى بمعجزات علمية في القرآن! قلت لهم: نعم ولكن حتى معتنقو الأديان الأخرى يؤمنون بتفسيرهم للمعجزات العلمية في كتبهم! قالوا: ولكن القرآن مختلف وله أثر يثبت صحته إذا تمت قراءته على إنسان تتلبس به الجن فيبدأ يرفس ويركل من قوة تأثير كتاب الله!! قلت لهم نعم صحيح ولكن حتى اليهود والنصارى والهندوس لديهم ما يعرف بالـ "exorcism " لاستخراج الجن والأرواح الشريرة من مرضاهم الذين يصرخون ويرفسون ومن ثم يتماثلون للشفاء فهل يعني ذلك صحة نصوصهم وكتبهم؟
    
   قالوا لي: ولكن الإسلام دين توحيد بينما الأديان الأخرى متعددة الآلهة! قلت لهم: غير صحيح هناك ديانات توحيدية, فاليهود مثلاً  يؤمنون برب بني إسرائيل الواحد! وكذلك الزرادشتية! قالوا لي: نحن أتانا النبي محمد من الله وأخبرنا بذلك! قلت جميع الأديان السماوية جاءت إليهم الأنبياء والرسل! قالوا: ولكن محمد مذكور في التوراة والإنجيل! قلت: نعم ولكنهم لا يؤمنون به فهم ينتظرون أن يكون النبي القادم من سلالة بني إسرائيل بل إن اليهود لا يؤمنون حتى بالمسيح ابن مريم لذلك زعموا أنهم قتلوه على الصليب لافترائه وادعائه أنه المسيح المنتظر! قالوا بعد تفكير:.. ولكننا نشعر بالراحة والسعادة النفسية جراء اتباعنا الإله الحق وهذا ما لم يشعر به غيرنا! قلت لهم: هذا الأمر ليس مقياساً حتى تمنح نفسك أفضلية الشعور بالسعادة, فالبوذيون والهندوس هم أكثر من يتغنون بالسعادة الداخلية عن طريق الاسترخاء واليوغا, فقالوا: الله أعلم!

أقوم قيلا Where stories live. Discover now