'6

172 13 0
                                    


تاريخ الفاتيكان مليء بالدماء والدعارة والفساد والرشاوي والتزوير والتحريف بالدين والأمثلة على ذلك كثيرة, ففي عام (315م) حصلت حادثة شهيرة اسمها "الهبة القسطنطينية" والقصة باختصار أن قسطنطين تعرض لمرض جلدي وظهرت عليه آثار هذا المرض, فاقترح عليه البابا سلفستر أن يتحمم بدماء أطفال دافئة وهذا ما فعله "قسطنطين" والمضحك أن تاريخ الفاتيكان يذكر أنه تماثل للشفاء! وفي عام (1033م) تولى منصب البابا الطفل "بندكت التاسع" وكان ذلك بفضل رشوة أبيه ولكن سرعان ما غرق البابا الصغير في الدعارة والجنس وتفشت في عصره جرائم القتل والقمع والنصب حتى تزايدت الأحقاد من حوله وحين أحس بأن هنالك من يحاول الإطاحة به هرب خوفاً في الليل, وهذه لم تكن أول حادثة في تاريخ الدعارة الفاتيكانية, فلقد سبقتها في عام (914م) مرحلة سُميت بمرحلة "الإباحية" لما كانت تحتويه من شرعنة الأعمال والزنى وممارسات الرذيلة, وكان ذلك بقيادة البابا "سيرجيوس الثالث" الذي اتخذ من "ماروسيا" خليلة له لينام معها وقت ما شاء, إلى أن أنجبت منه سفاحاً ليصبح "يوحنا الثاني عشر" من سلالتهما بالمجون, وهو الذي تولى منصب البابا في عمر السادسة عشرة أيضاً,

الجدير بالذكر أن مرحلة الإباحية هذه هي التي أجبرت الكنيسة على أن تسن أنظمة لبقاء الأساقفة دون زواج للأبد أو حتى التفات للنساء..
  

     كذلك التزوير والابتداع في الدين بلغ أوجه حين تولى البابا "جريجور" منصب البابا, وكونه مثل غيره في سعيه البشري خلف مصالحه الدنيوية, أراد التعزيز من قوة وسلطة كرسي البابا فخرج لنا بهذا الدستور وهذه الوثيقة التي تنص على:

1-أن الرب وحده هو من أسس الكنيسة الرومانية لذا فقوتها من قوته.

2-البابا وحده هو الذي يستخدم شعار سلطة القيصر.

3-على كل الأمراء تقبيل قدم البابا.

4-اسم البابا يجب أن يكون فريداً وليس له مثيل في العالم.

5-في استطاعة البابا أن يعزل القيصر متى يريد.

6-أن الكنيسة الرومانية لا تقع في الخطأ أبداً وهي دائماً على صواب.

كل ذلك وأكثر من الفساد والغموض الذي يحف تاريخ وحاضر الفاتيكان, كان سبباً يجذبني لزيارة هذا المكان واكتشافه
بنفسي, والحمد لله الذي منّ علي بتحقيق هذه الرغبة (1).

كانت زيارتي في السابع عشر من شهر يوليو لعام (2011م), وكنت محظوظاً جدّاً لأن ذلك اليوم يوافق يوم الأحد, وهو يومهم المقدس الذي تكثر فيه الصلوات داخل الكنائس ويجتمع فيه غالبية الأساقفة مع البابا, خرجت من الفندق الذي كنت أسكنه في روما برفقة صاحبي متجهين صوب الفاتيكان, في بداية الأمر ظننت أن الإجراءات ستكون مختلفة كوننا سندخل إلى دولة مستقلة, فأحضرت جوازي معي, إلا أني وبعد عبوري نقطة التفتيش الأولى أدركت أن الاستقلال ديني فقط ليمنح الفاتيكان سلطة مستقلة دون أن تكون قوتها مضافة إلى أي دولة في العالم, كان صاحبي يعتمر قبعة لتحميه من الشمس وهذا ما جعل حرّاس الأمن يلوّحون لنا بأن يخلع صاحبي ما يضعه على رأسه, فالكنيسة مكانٌ مقدس ومحرّمٌ فيها أن تضع شيئاً على رأسك فذلك ينافي الخضوع والتذلل, تجاوزنا نقطة التفتيش الأولى وأصبحنا بعد ذلك في داخل ساحة القديس بطرس, وهي ساحة كبيرة تستطيع أن ترى فيها مجمّع الكنائس وقصر البابا ويتمشى فيها الناس لأخذ الصور التذكارية, ولم أكن ببعيد عنهم فقد أخذت أنا أيضاً صورة تذكارية في ساحة بطرس.
ـــــــــــــــــــــ
1-للاستزاده حول الفاتيكان انظر Die Geheimnisse Des VATIKAN .

أقوم قيلا Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin