٧- حامِل الفجر

97 4 6
                                    

- جيون جونغكوك..

الوتيرة المضطربة الّتي يتكرّر بها زفيري في محاولاتٍ يائسةٍ للتركيز دفعتْني لأقطع صلتي بكلّ ما حولي، والغضب الّذي كان يخنقني ويشلّ أطرافي أصبح يتسرّب مِن بَين شفتَي بهيئة هواءٍ دافئ.

أرىٰ محاولاتي في استِرجاع هدوء عقلي تبوء إلىٰ الفشل رُغم سكون كل فكرةٍ علىٰ أرض دماغي بدون حراك.

مضحكٌ كَيف أن الهدوء بحدّ ذاته ليس هادئًا كما انتظرتُ أن يكون، مصطلحٌ آخر غير حقيقي.

ما زلتُ أضيف بعض الجمل المبعثرة لتلك الصّفحة المعنوَنة بـ 'لا تختبئ مِن المطر'..

ولا أعلم أكان العيب ببقعة مجلسي أم بقاطني الغرفة الّتي أستند إلىٰ جدارها، لكنّي أستطيع الشّعور بعيونٍ ثقيلةٍ تقع على جثماني منذ وقتٍ قليل.

حتىٰ بعد منتصف اللّيل هناك مَن يراقبني..

بعد خضوعي لفشل محاولاتي في التّركيز و ترك هدوء محيطي الصّاخب، تركتُ عيني تزحف للجسد الممتدّ مِن النّافذة القريبة، و لم يكُن من توقّعت.

"مرحبًا"
لوّح بكفٍّ متورّدٍ حينما طالتْ نظراتي المتفحّصة لهيئتِه، و لم يلقَ ردًّا أو تغييرًا طفيفًا بتحرّكات مقلتَي.

"هل أنت ملاك ؟"
سأل مبطلًا شرود عيني ليقتطب وجهي لبغتة سؤاله الغريب.

"عذرًا ؟"

"أمي حملتْ ندوبًا كتلك أيضًا"
فسّر مشيرًا بعينيه علىٰ معصمي الظّاهر، لم آبه بتغطيتِه.

"اعتادتْ أن تخبرني أنّها تظهر للملائكة عند اقتلاع أجنحتها كوسمٍ مِن نوعٍ ما"

أي نوعٍ مِن البشر هذا؟

"لا يوجد شيءٌ هكذا"

"أعلم.."
لاحظتُ ذبول ملمحه الطّفيف وهبوط كتفَيه، لم آبه بالتّساؤل الّذي رماه بعقلي عائدًا لدفتري متجاهلًا حمحمتِه الدّالة علىٰ بدء حديثٍ جديد.

"أنت جونغكوك، صحيح؟"
همهمتُ كإجابة.
"أُدعىٰ بجيمين"
أومأتُ ناظرًا إليه لثوانٍ انسحب فيها وعيي كما لو استبدل عقلي بشيءٍ غريب.

"ماذا أخبرتْك أمك أيضًا ؟"

أظنّ في فعلي غير المعتاد سببًا عن يأسي مِن ذاتي في إكمال الجملة الّتي بدأتها بقلب الورقة وعجزتُ عن إكمالها أو استحضار الهدوء مِن جديد.

لا ضرر مِن السّؤال كشخصٍ لم أعتد أن أكونه دائمًا.

استقمتُ آخذًا الخطوات القليلة الفاصلة بَيننا لأستند علىٰ حافّة شرفته بكتفي بينما أتفحّص تغيّر هيئته.

سَديْم - تِ.كWhere stories live. Discover now