١٧- زِيراف

45 4 0
                                    

- كيم تايهيونغ..

ذات الحلم..
ذات الأرساغ المغطاة بالدّماء، لكنّها كانت حرّةً هذه المرّة، ومع أوّل شهيقٍ احتضنته أضلعي فور استيقاظي أدركتُ أنّ سراحي قد أُطلق، بالرّغم مِن كوني ما زلتُ أرتدي الأصفاد.

استقمتُ بحركةٍ متثاقلةٍ لأجد النّافذة ما زالت مفتوحة، اعتدتُ أن يُغلقها جيمين قبل نومه لئلّا يُزعج الضّوء أحدنا، لكنّه سقط نائمًا قبلي.

تركتُ فراشي بذات الثّقل إلَيها، لا أذكر آخر مرّةٍ شعرتُ بسعة صدري بساعةٍ كتلك، كنتُ أتنفّس هواء الفجر الرّطب بشهيقٍ وزفيرٍ خفيفا الوطء، ولوهلةٍ شعرتُ بجفنَي بذات الخفّة، وأن القلق لا يُثقل ملامحي..
وكالعادة؛ لا أجد أيّ مبررات.

لا يؤرقني التّفكير بحدث مساء اليَوم، ربّما أخشاه قليلًا، لكنّه لا يرتسم ككابوسٍ سيّءٍ كما ارتسم بعقلي أمس؛ لذا لن أرهق ذهني بالتّفكير بأي شيءٍ الآن.

وقفتُ علىٰ هذا الحال حتّىٰ شروق الشّمس، ثمّ أغلقتُ النّافذة مراعاةً للنائم، وعدتُ إلىٰ فراشي إثر شعوري بثقل النّعاس والخمول علىٰ عيني، وقد استسلمتُ له سريعًا.

..........

"أتخبرني أنّك أمضيتَ هنا ثلاث سنواتٍ؟"
انتفض جسدي بخفّةٍ لم يشعر بها غيري مستيقظًا علىٰ صراخ شريك غرفتي المزعج، ولم يستغرِق الأمر ثوانٍ حتىٰ أستقيم جالسًا بانزعاج.

"كم السّاعة؟"
سألتُ بصوتٍ متحشرجٍ لجفاف جوفي وآثار النّعاس عليه، أظنّني نمتُ أكثر مِن المعتاد.

"لستُ واثقًا، لكنّها بما بعد الظّهيرة"
أجاب جيمين سريعًا لأومئ بعدما تركتُ الفراش قاصدًا زجاجة الماء البلاستيكيّة علىٰ الطّاولة القريبة.

لاحظتُ وجود زائرنا بجانب جيمين علىٰ السرير حالما استفقتُ بشكلٍ كافٍ لأفعل، ولسببٍ لا أستطيع اختلاقه كنتُ أتجاهله، لم أرفع عيني إليه حتىٰ.

كنتُ أروي حنجرتي الجافّة إثر النّوم الطويل وأشعر براحتي تُسلب منّي خيطًا وراء آخر بسبب نظراته.

"صباح الخير، تايهيونغ"
لفظ..

الصّوت الرّزين الّذي لا أسمعه كثيرًا كان يخلّ برزانة أناملي الملتفّة حول الزّجاجة، كان يربكني وقد خضعتُ لتلك الحقيقة منهزمًا، وكم كرهتُ انهزامي غير المفهوم.

"صباح الخير"
رددتُ كلمته بهمسٍ سريعٍ، ثمّ خطوتُ أفتح النّافذة الّتي ما زالت كما أغلقتُها فجرًا، وقد تعجّبتُ لذلك قليلًا.

سَديْم - تِ.كWhere stories live. Discover now