٢٥- البجع الفينقيّ

37 5 0
                                    

- كيم تايهيونغ..


مرّةً كلّ خمسمائة عامٍ يولد طائرٌ مِن رماد احتراقه.

في عالمي وعالم أبولّو، في العالم الّذي صنعناه سويًّا..

ولدت بجعةٌ بيضاء تحمِل بعض الرّيش الأسود مِن هذا الرّماد، والغبّار الّذي تركته خلفها حينما حلّقت أنبت زهرتَي أوركيد في موسمٍ غير الّذي ينبت به..

وبذات الوقت؛ كانت كفّ أبولّو تمسح علىٰ وجنتَي لألين أكثر، ولأكفّ البكاء، بينما يتلو عليّ أهازيجه الّتي أبلغتني الحدّ بهذه اللّيلة.

تركتُ انقباض كفّي يرتخي بين يديه، وتركتُ أنامله الباردة تبرئ الدّمع الّذي يتعلّق بأهدابي بعدما انفجر شيءٌ شديد البأس في صدري..

وفي هذه اللّحظة؛ سقط عنّي كلّ مبدأ وإدراك، ومعهم الثّبات الّتي ادعيتُه حينما ضمّتني ذراعا أبولّو.

كان يعانقني بذراعَيه وروحه وروحي، حتّى رأيتُ كم أنّي مغلوبٌ على أمري، وأنّ الهزيمة قد زرعت بَين أوداجي، وأنّي ضعيف..

الضّعف الّذي يفرضه هذا اللّين عليّ، الّذي فجّر تلك النّجوم في صدري وأبكاني، والّذي كنتُ به أقبّله بشديد الخِدر والوهن.

"إيروس"
همس ليعيد انتباهي إلَيه بالاسم الّذي وصمني به بعدما تفرّقت شفتانا قيد أنملةٍ صغيرة، ولم أجِبه..

أصبح نداءه إليّ يزيد روحي هزيمة، ووجدتُ خطًّا جديدًا من الدّموع الفارّة من بين جفوني المغلقة يرتسم على وجنتي، ولمرّةٍ لا تحصىٰ شعرتُ بأصبعه يمحيه.

"ما يُبكيك، إيروس؟"

كفّ هذا النّداء، أبولّو..
خشيتي منه هي ما تبكيني وخشيتي منك ومِن هذا اللّين، ومِن نفسي الّتي تنظر إليّ بتوعدٍ لوقوعي بحبّك، والآثام الّتي نقترفها، ونهايتنا الّتي أجهل.

أخشىٰ كلّ شيءٍ ويدفعني هذا للاختباء بَين ذراعَيك وترك الدّموع عنّي..

ما زلتُ خائفًا، لذا كان العتاب يتسرب من قلب عيوني ويقطر من أطراف جفني .

لكنّ رُغم هذا بقت لذعة عتابٍ متبقٍ فيّ رمته إلىٰ مقدمة عقلي تلك الأجزاء الّتي قضت الأسابيع ترفض وتُنكر وتتغنّى بالخَوف والكبر، وأخذت تتسرّب مِن بين جفوني.

والفوضىٰ الّتي بي أعادت اللّين لملمحي ثانيةً فأصبحتُ أحمل تعبيرًا لا يُفهم، كيف قد أشعر بالأوتاد تنغرِس في صدري وكلّ ما أعطانيه كان الشّفاء؟

سَديْم - تِ.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن