١٥- عشرة أقدامٍ للأسفل

61 3 0
                                    

- كيم تايهيونغ..


في ظهيرة اليَوم عاد أبولّو للجلسة المشتركة، وقد بدأتُ أعتاد هذا المشهد الّذي يتكرّر بصورةٍ شبه يَوميّة.

جيمين عند النّافذة أو علىٰ سريره مع مشغّل الموسيقىٰ وربّما كتاب قد أخذه مِن هوسوك في وقتٍ ما، والطّبيب أمام سريري الّذي أمكث علَيه مع أبولّو بكرسيه ودفترِه..

لكنّ الصّورة تبدو مختلفةً اليوم بعض الشّيء..
فقد كان جيمين علىٰ طرف سريري في انتظار إجابة هوسوك بعدما ألقىٰ سؤاله الّذي ألقاه أمامنا صباحًا.

"أمتأكدون حقًّا أنّكم تريدون معرفة هذا؟"
سأل الجالِس قبالتنا ليومئ جيمين بتململٍ ويرفع الآخر كتفَيه بلا مبالاةٍ ولم أبدِ ردّ فعل.

"حسنًا، كنتُ سأعلِمكم قريبًا علىٰ كلٍّ"
استقام بعد جملتِه خارجًا وأعتقد أنّه سيعود بعد دقائق قليلةٍ بثلاثة ملفّاتٍ بنيّة.

أغمضتُ عيني لتلك المدّة القصيرة بذلك الصّمت المريح حتىٰ عاد هوسوك ففتحتهما علىٰ صوتِه..

"بمن نبدأ؟"
جلس مبتسمًا وقد ترك الملفّات علىٰ فخذَيه في انتظار إجابتنا.

"أنا مستعِد!"
جيمين المبتسِم في المقابِل.

"بارك جيمين، في الثّانية والعشرين"
قال هوسوك ليومئ جيمين حاثًّا إياه علىٰ الإكمال، وربّما حيّزٌ شديد الضّآلة داخلي أراد معرفةٍ أمورٍ كتلك؛ فكنتُ أستمِع بترقّب.

"اضطراب ما بعد الصّدمة مصاحبٌ بفقدان ذاكرة جزئيّ"

"وهذا يفسّر هجمات الصّداع"
أجاب جيمين حاكًّا مؤخّرة رأسه ولم تزل ابتسامته عن وجهه، لَم أتفاجأ كثيرًا.

"واكتئابٌ تراجعيّ"
أكمل هوسوك.

"أجل، أعلم هذا بالفعل"
كان يبدو متصالحًا مع كلّ ما سمع، وقد أثار هذا تساؤلًا آخر عن شخصيّة جيمين ينضمّ لقائمة التّساؤلات المهملة.

"جونغكوك؟"
ناداه بنبرةٍ متسائلةٍ ليومئ المعنيّ بتثاقلٍ وأرىٰ نفسي تنتبه ثانيةً.

"ما زال اضطراب تبدّد الشّخصيّة في ملفّك، وما زلتَ بذات المكان الّذي تركت المشفىٰ عنده آخر مرّة"
أومأ وكدتُ أتهيّأ لالتفات هوسوك إلَي، لكنّه أكمل حديثه لجونغكوك..

"لكنّي ألحظ تغيّرًا في نمط تلقّيك للعلاج لا أذكر أنّي رأيتُه في ذاك الوقت"
كان يتحدّث بَينما تضيق عَيناه بشكٍّ أربك مَن يوجه له الحديث، ولم أستطع فهم مقصده أو سبب تجنّب أبولّو لصنع أيّ تواصلٍ بصريّ معه.

سَديْم - تِ.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن