١٩- اللّون الورديّ

66 5 1
                                    

- كيم تايهيونغ..

أجنحتي تؤلمني، آثار الثّمالة لم تغِب بعد..

والطّريقة الّتي لانتْ بها أضلعي وسط الزّفير الأوّل بعد رؤيتِه يجلِس إلىٰ جوار قدمي كانتْ بمثابة كأس نبيذٍ جديدٍ يزيد عقلي سكرًا فوق سُكره.

تراجعت الحدّة عن تقاسيم وجهه وقد كان يستمع إلىٰ جيمين الّذي لا أعي ما يتفوّه به، حتىٰ ناداني المتحدّث متأكدًا من يقظتي، ومع لفظه اسمي التفتَ أبولّو القريب ليتأكّد بدوره، وكان هذا كأس خمرٍ آخر.

"صباح الخير"
تمتمتُ مزيحًا عينيّ عنه ثمّ استقمتُ جالسًا ليضرب الدّوار والألم رأسي فجأة.

أغمضتُ عيني بوهنٍ وبجبينٍ بقتطبٍ دلّكتُ صدغَي في محاولةٍ لدفع الألم واختلال توازني.

"هل أنت بخَير؟"
سأل أبولّو بهمسٍ ولم أستطع الإيماء؛ فلم أُجِب.

بالثّانية الّتي تلت ذلك كانتْ كفّه البارِدة ملفتةً حول معصمي وتجذبه إلىٰ الأسفل، ثمّ شعرتُ بزجاجة ماءٍ فاترٍ توضح بقلب يدي لأقبض علَيها.

رفعتُها إلىٰ ثغري مرتشفًا بعضها وبدأتُ أنظّم تنفّسي بدقائق أكملا فيها الحديث عن مجال دراسة جيمين بصوتٍ خافتٍ لئلّا تزداد عقدة حاجبَي.

"هل تحسّنتَ قليلًا؟"
سأل جيمين بذات مستوىٰ الصّوت الضّعيف لأومئ بمجاراته متمتمًا بالشّكر لمن ناولني الماء ولسؤال جيمين في كلمةٍ واحدة.

"سأذهب لمناداة هوسوك"
لفظ الضّيف مستقيمًا عن فراشي الّذي جاورني فيه.

"لقد فوّت عرض الأمس"
حدّثني جيمين حالما غادرنا الآخر ليُضرب رأسي ثانيةً بإدراكٍ هذه المرّة، ماذا حدث بالأمس؟

"فقدتُ وعيي"
تمتمتُ مجيبًا تساؤل ذاتي وسمعتُ جيمين يهمهم كإثبات.

الضّربة الثّالثة لرأسي كانتْ بآخر مشهدٍ أذكره قبل انفصالي عن الواقِع..

الأوركسترا والعزف المنفرِد للتشيلو، ظُلمة القاعة الّتي لم تمنعني عن رؤية يدِ أبولّو رقيقة الانقباض مرتخيةً بحجره، ورائحةٌ هادئةٌ ذكّرتني برائحة بساتين فرنسا كانت تنتشِر بصدري ببطء، ارتخاء جسدي وآخر مشهدٍ جعل الدّماء تقف بمجاريها..

الإدراك ضرب رأسي ضربةً أخيرةً قاضيةً بأنّي نزعتُ رداء الإنكار في وقتٍ كنتُ به أضعف مِن أن أتحكم بوعيي.

كفّت نفسي الحياد واتّخذت خطوةً واسعةً خارجةً مِن المنطقة الرّمادية.

بعيني وعين أبولّو؛ لقد هدمتُ حصنًا سميكًا مِن التغافل وضعتُه حول عقلي لئلا يرىٰ أحدنا ما رآه جزءٌ من ذاتي بوهلةٍ مِن الوقت الّذي قضيتُه حوله.

سَديْم - تِ.كWhere stories live. Discover now