١٠- مكتبة ألوانِ قوس قَزح

77 6 4
                                    

كيم تايهيونغ..

تمامًا كالأبله الّذي ضبط ساعتَه غير عالمٍ أيّ العقربَين لأي، ثمّ أصبح يتساءل لما تمرّ السّاعة بخمسِ دقائِق..

أفقتُ مِن غفوة الخمس دقائِق الّتي تركتُ نفسي لها لأُدرك أنّها ربّما تعدّت السّابعة صباحًا، لقد كنتُ نائمًا لأكثر مِن عشر ساعات.

النّافذة الّتي لم أرَها مغلقةً مِن قبل كانت موصدةً تمرر ضوءً لطيفًا لأركان الغرفة، وسرعان ما أصابني الإدراك الثّاني بأنّ تلك الغفوة كانتْ بغرفته.

استقمتُ بحركةٍ ثقيلةٍ ورغم ذلك نلتُ مِن الدّوار شيئًا، وأُراهن علىٰ أنّ التّيه الّذي رأيتُه مرارًا على ملمح أبولّو وقع علىٰ ملمحي الآن.

أصبحتْ عيني تتفحّص جسدي الدّافئ، مِن أنامل يديّ حتّىٰ أطراف قدمَي، كما لو أنّي أتأكّد مِن أن جميع أجزائي حصلت علىٰ تلك الرّاحة الّتي لا أعلم متىٰ قد أراها ثانيةً..

ثمّ التفتُّ أسأل عقلي الّذي أخذ يتأمّل أركان الغرفة أن يُوقِظ عضلاتي الخامِلة لأعود حيث مقبعي، لكنّه كان غائبًا في التّرحال مِن ركنٍ لآخر، ولا أعلم السّبب؛ فالغرفة لا تختلِف كثيرًا عن خاصّتي.

كان هذا حتّىٰ تيقّظ رأسي للنائِم للسّرير المقابِل، والكمان المتروك مجرّدًا علىٰ الأرض مع دفترٍ مهترئ..
لا شيء مِن هذا موجودٌ بغرفتي.

تركتُ السّرير بعد شرودي خالي الذّهن لثوانٍ، وخطوتُ بقدمَي الحافيتَين متجهًا حيثُ تلك الصّورة غير المألوفة.

أشعر بالنّعاس لم يترك بدني بعد، حتّىٰ عندما وقفتُ أمام النّائم لم تكُن رؤياي واضحةً كفايةً لأرىٰ صاحِب الوجه السّاكِن غائبًا عن مكاننا؛ لذا فركتُ عيني برفقٍ رغبةً في دفع التشوّش عنها.

عقلي الّذي بات يخرج عن طاعتي بمجاراة جسدي جعلني أخرّ علىٰ ركبتَي هابطًا لمستوىٰ السّرير، لكنّ قدمي الّتي اصطدمتْ بالهيكل الخشبيّ الرّاقد بجانب السّرير سرقتْ انتباهه الّذي تجزّأ.

عندما التفتُّ مناظرًا الكمان كما لو كان حيًّا تذكّرتُ قناع البؤس الّذي زال عن وجه أبولّو ليلة أمس، وأُعيد سلسال الفِكر الّذي تلاه عليّ عقلي قبل أن أغيب عن الواقِع.

برودة الأوتار الّتي استشعرتها أناملي ذكّرتْني بمذاق الغبار النّجمي الّذي يملأ صدري عند استيقاظها..

وهذا ما جعلني أتساءل حيال حالي.

هل أُبالِغ بحبّ تلك الأهزوجة، أم أن الظّمأ الّذي طغىٰ على جوفي هو ما تسبّب بهوسي المُهيب؟

سَديْم - تِ.كTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon