١٢- أغنِية آخِيل

62 4 0
                                    

- كيم تايهيونغ..

ما زلتُ أوقن شيئًا فشيئًا أنّ ما يُصيبني عند لقاء أبولّو لَيس مبهمًا كما اعتقدتُ، لقد كان مألوفًا جدًّا لجزءٍ منّي لستُ علىٰ اتصالٍ معه.

كان يُذكّرني بكلّ المرّات الّتي تركتُ بها عيني تفقدني ذاتي بصدر السّماء الصّافية..

كلّ مرّةٍ أردتُ فيها رؤية لأيّ مدىٰ يُمكن لعيني أن تصل بهذا الفراغ الأزرق، وكلّ مرّةٍ وصلتُ بها للحدّ المسموح وشعرتُ بروحي تُسحب ببطءٍ حتىٰ رأيتُ جسدي الأثيريّ يحلّق إلىٰ مكانٍ لن يستطيع الوصول إلَيه أبدًا..

ولن يجرؤ أن يحاوِل، فقد كنتُ أجبن مِن أن أترك نفسي تصِل إلىٰ هناك..

لكنّي لم أخشَ يومًا الشّعور باقتلاع روحي مِن جسدي كلّما رفعتُ رأسي طويلًا، ولعلّها اقتلعت بإحدىٰ المرّات ولَم تعُد.

ذات الشّعور مع لذعات الرّهبة كنتَ تتسبّب به، أبولّو..
عدا أنّك الآن تسحب الخواء بدلًا مِن روحي.

أيّ شيءٍ مِن ريحك مؤرِق.

"ابقَ يقظًا، تايهيونغ"
انتهىٰ النّهار بَين أحاديث جيمين وتقلّباتي بتململٍ في فراشي، حتّىٰ حان ميعاد الجلسة المشتركة اللّيليّة.

بات قليلًا أن ينفرِد هوسوك بأحدنا، لم ينتهِ الأمر بجلسةٍ مشتركةٍ كلّ يومَين كما قال مِن قبل، يبدو أنّه قد استحسن إشراكنا ذات الجلسة..

وجزءٌ منّي يعلم السّبب ولا يستطيع إيضاحه لبقيّة أجزائي، لكنّي في النّهاية أترك الأحداث تسيّرني؛ لذا لن يحدث علمي فارقًا كبيرًا.

"أنا يقِظ"

تمتمتُ معتدلًا بمجلسي علىٰ سريري الّذي يقابله هوسوك ويشاركني إيّاه أبولّو الآن.

"هل تريد أن أُريك نفسك مِن منظوري؟"
سأل بعيونٍ متسعةٍ باستنكار.

أعلم بالفعل كَيف أبدو..

أعلم كَيف بدتْ عيناي ثقيلةً كما لَو لم تحتمِل حمل ما تبقّىٰ مِن وعيي، كيف بدوتُ كمن خسر للتوّ حربًا وينازِع لإبقاء نبضات قلبه الّتي يصِل صداها الضّعيف إلىٰ مسمعِه.

لقد مرّ يومي الهادئ في محاولاتٍ مِن عقلي المتيبّس لإيقاظي، لكن بدا الأمر أصعب مِن المعتاد.
هذا يومٌ مِن هذه الأيام، لا شيء جديد.

"أفكّر بفعل أمرٍ ما، وسأقرر إن كنتُ سأخبركما أم لا في نهاية الجلسة اعتمادًا علىٰ كَيف ستسير اليَوم، لكنّي أعتقد أنّي سأفعل علىٰ أي حال"

سَديْم - تِ.كWhere stories live. Discover now