٢٠- لحظة ما قبل الثّمالة

49 4 0
                                    

- كيم تايهيونغ..


كانت السّاعات تمرّ بسرعةٍ غريبةٍ منذ أن أخذ أبولّو كمانه وغادر بعد سماع الأغنية قائلًا بأنّه سيُحاول تعلّمها حيث أنّنا لا نملِك ما نفعله.

استأذن بجهاز جيمين الصّغير تاركًا ظلّه وراءه علىٰ جدار غرفتي الّتي لم ترفضه، ولم أره لبقيّة اليَوم.

جنّ اللّيل سريعًا بعدما بقيتُ طوال النّهار أتقلّب بالغرفة بَين أفكاري ومحاولة بدء لوحةٍ جديدة، وحواراتٍ صغيرةٍ مع جيمين الّذي لم يكفّ عن التّعبير عن استحسانه حديثنا..

أما الآن؛ فغفىٰ جيمين علىٰ كتابه، ولا أسمع صوت الكمان كما كنت أفعل بسويعات للغروب، وعلىٰ ما يبدو فقد حان ميعاد نومي كذلك.

خبأتُ نفسي بين الأغطية بالرّغم مِن أنّي لم أكُن نعسًا، وبقيتُ أعبث بأناملي المضمّدة في محاولةٍ لإلهاء عقلي فيستسلِم ويسقط نائمًا، لكنّه لم يفعل.

ظللتُ علىٰ هذا الحال لما يقارِب السّاعة، وفي النّهاية استقمتُ بمللٍ مِن ذاتي اللّحوحة وأطلقتُ تنهيدةً بعدما قررتُ أنا الاستسلام لعقلي.

تركتُ الفراش قاصدًا الباب، وتخطّيتُ قليل الخطوات الّتي تفصِل بين بابَينا، ثمّ وقفتُ قليلًا لأدرك ما أنا بصدد فعلِه.

أخبرتُ نفسي أنّ الأوان لم يفُت بعد ويُمكننا العَودة مِن حيث أتينا، لكنّها كانت قد قررت مسبقًا أنّه قد فات وفاتت آونةٌ معه، في النّهاية وجدتُ قبضتي تقرع الباب بهدوء.

دعيتُ ثانيةً ألا يكون قد سمعها، وثانيةً لم يستجَب دعائي..

فُتح الباب قبل أن أحاوِل تحضير حجّة طرقي بابه الآن، لكنّ علىٰ ما بدا فهو لم يحتج واحدةً حتّى؛ فقد أفسح لي طريقًا واسعًا للدخول بحركةٍ هادئة.

لان جبيني المقتطب وارتخىٰ منكبيّ المشدودان قبل أن أتقدّم للأمام وينغلِق الباب ورائي.

خطوتُ لأتّخذ مجلسي علىٰ طرف سريره ثمّ سكن جسدي تمامًا عن حركتِه حينما استقرّ قريبًا.

كان دفتره مبعثر الأوراق بجانِب كمانه وجهاز جيمين، ويبدو أنّه قضىٰ كثيرًا مِن الوقت في محاولة استخلاص النوتات لخطوطٍ واضحةٍ نظرًا للأخطاء الّتي غطىٰ علَيها بالكثير مِن الرّصاص عشوائي الخطوط.

"هل تُريد مساعدة؟"
سألتُ وما زالت عيناي تتفحّص ما ملأ الصّفحة.

"هل تعرِف النّوتات؟"
سأل بدورِه..
لا أذكرها كاملةً، لكن ربّما إن اطلعتُ علىٰ ما توصّل له بتركيزٍ أكبر قد أعرِف محلّ الخطأ وأقرّبه إلىٰ الصّواب.

سَديْم - تِ.كWhere stories live. Discover now